رفض أمس العمال المحسوبون على جناح الأمين العام السابق لنقابة مركب الحجار، عيسى منادي، العودة إلى مناصب عملهم وتوقيف الإضراب، مثلما نص عليه محضر الاتفاق الموقع مساء الثلاثاء المنصرم بدافع أن النتائج المحصل عليها في أعقاب المفاوضات الأخيرة زهيدة ولم تكن في مستوى تطلعات العمال. وقد ميز الشلل لثالث يوم على التوالي المفولذة الأكسيجينية رقم 1 ورقم 2 بالخصوص حيث رفع مئات العمال شعارات تتهم إسماعيل قوادرية باعتباره قائد الوفد النقابي المفاوضات ب''الفشل'' وأعلنوا العصيان وعدم الاعتراف بنتائج المفاوضات لأنها أهملت حسبهم أهم مطلب يتعلق بإقرار ''قانون خاص ونظام علاوات خاص بعمال المفولذتين الأكسيجينيتين على غرار ما حصل عليه عمال المفحمة الذين استفادوا من عدة مزايا تعويضا عن الأضرار والمخاطر المحدقة بهم''. وقد تنقل إسماعيل قوادرية شخصيا رفقة الرئيس المدير العام ل''آرسيلور ميتال'' للتحاور مع المتمردين، ومحاولة إقناعهم بضرورة استئناف نشاطهم. والابتعاد عن ''المؤامرات'' التي تحاول بعض الأطراف نسجها في إطار تصفية حساباتها النقابية، مع جناح قوادرية الذي يحظى بتزكية الأغلبية الساحقة من العمال. مثلما ذكره قيادي نقابي مقرب من قوادرية في تصريح ل''البلاد''، وهي إشارة واضحة على أن جناح البرلماني عيسى منادي، شرع في ممارسات التشويش داخل مركب الحجار، على مقربة من تنظيم انتخابات تجديد الفرع النقابي للمؤسسة، والتي انتهت عهدته منذ أسابيع، وتأجلت في وقت سابق في العديد من المرات بسبب القبضة الحديدية بين جناحي منادي وقوادرية. وتطورت إلى ملاسنات وحرب تصريحات وبيانات، وقبل أن تتدهور الأوضاع حتى استعمال الأسلحة البيضاء. وفي خضم هذه الأجواء، أعلن أمس إسماعيل قوادرية انسحابه من الترشح للانتخابات المقررة في 20جويلية الجاري، قبل أن يتراجع بإلحاح من أعضاء الوفد المفاوض والآلاف من العمال، الذين طالبوه بالعدول عن هذا القرار وعدم السقوط في الفخ، الذي نصبه جناح منادي. وكادت الأمور أن تتطور إلى مساع بتنظيم مسيرة حاشدة داخل المركب، للتنديد بممارسات العمال المتمردين، لولا تدخل لجنة من العقلاء مشكلة من نقابيين وإداريين استطاعت في آخر المطاف أن تقنع عمال المفولدتين الأكسجينيتين 1 و2 بالعودة إلى الحياة العملية.