بينما كان الضحية م. صالح جالسا بمفرده بالقرب من روضة الأطفال بشرشال أنيسه في وحدته قارورة خمر، اقترب منه أربعة متهمين حاولوا مقاسمته خلوته، غير أنه لم يبال بوجودهم وبمجرد توجهه لقضاء حاجته بمكان غير بعيد إنهال عليه هؤلاء المتهمين ضربا بالركلات وبالطعن بسلاح أبيض على مستوى الرأس، مما أدى إلى إصابته بشلل جزئي وبعاهة مستديمة حسب الشهادات الطبية المسلمة له. وحسب مادار أثناء جلسة المحاكمة التي جرت بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة والتي تابعتها «البلاد»، فإن هذه الحادثة التي كاد أن يذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر وقعت بتاريخ 2 أكتوبر سنة 2008 في حدود الساعة الثانية عشر ليلا عندما كان الضحية جالسا قرب روضة الأطفال بشرشال يتناول الخمر وفي خضم ذلك حضر المتهمون الأربع الذين تتراوح أعمارهم مابين 31 و23 سنة جميعهم يقيمون عبر إقليم بلدية شرشال جلسوا بالقرب منه وبمجرد ما أن توجه لقضاء حاجاته سارع أحد المتهمين إلى ضربه بحجرة أصابته على مستوى الرأس أفقدته وعيه وأغمي عليه من شدة الإصابة، عندها إنهال عليه بقية المتهمين ضربا باللكمات والركلات، حيث قام أحدهم بطعنه بخنجر على مستوى الرأس بعدها ربطوه بحبل مطاطي إلى هيكل دراجة نارية قبل أن يسلبوا منه مبلغا ماليا قدره 20.000 ألف دج وهاتف نقال وفروا إلى وجهة مجهولة تاركين الضحية الذي عثر عليه في اليوم الموالي في وضع صحي خطير. الضحية نقل من قبل أعوان الحماية المدنية إلى مستشفى شرشال بعدها حول إلى مستشفى البليدة ومنه إلى مستشفى سيدي غيلاس الذي مكث فيه تحت العناية الطبية لمدة 18 يوما ليقرر بعدها الفريق الطبي تحويله إلى مستشفى مصطفى باشا نظرا لتعقد وتردي وضعيته الصحية، حيث مكث به 15 يوما. للإشارة فإن الضحية منحت له على إثرها شهادة طبية تثبت عجزه عن العمل مدة 25 يوما كما بينت الخبرتين الطبيتين إصابته بشلل نصفي في جسده من الجهة اليمنى كما حددت نسبة عجزه الجزئي الدائم ب60 بالمائة. المتهمون الذين فندوا تفنيدا قاطعا اقترافهم جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى عاهة مستديمة ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، أشار بعضهم إلى تشابكهم مع الضحية. ممثل الحق العام التمس 10 سنوات سجنا نافذا في حق جميع المتهمين وبعد المداولات أدانتهم محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة ب4 سنوات حبسا نافذا عقابا لهم على فعلتهم الشنيعة التي كاد أن يذهب ضحيتها شاب في عمر الزهور. ب. صلاح الدين