يبدو أن المعاناة التي يعيشها الشعب السوري على يد النظام السوري الممثل في بشار الاسد وقواته وشبيحته ألقت بظلالها على نفسية الأطفال السوريين حيث تحول الأطفال لرجال يستطيعوا تحمل أعباء ومراة الثورات التي يعيشوها وجثث القتلى التي يروها أمامهم يومياً . ويقول الطفل السوري علي السيد إنه اضطر لتغطية جسده وملابسه بدم أخيه الصغير المقتول بجانبه ورقد ساكناً بين جثث إخوته، مدعياً الموت، حتى خدع شبيحة الرئيس السوري بشار الأسد، ونجا من الموت بمعجزة وذلك عقب إعدام أفراد أسرته ضمن مذبحة الحولة. و كان علي السيد هو الطفل الوحيد الذي نجا من المذبحة التي دارت في بيت أسرته، بعدما شهد إعدام أبيه وأمه وأخواته الأربعة. وقال الطفل تفصيلياً :” عندما دخل 11 من شبيحة النظام إلى منزل الأسرة الغارق في الظلام، فجر السبت الماضي، وأخذوا والده وأخاه الأكبر، يقول علي ” بدأت أمي الصراخ وهي تقول: لماذا تأخذوهما؟ لماذا تأخذوهما؟”. ورأى علي السيد أحد الشبيحة يصطحب أمه إلى غرفة النوم، حيث أطلق عليها خمس رصاصات، في الرأس والعنق، ثم غادر غرفة النوم عقب قتل أمي واستخدم بطارية بيده ليرى طريقه في الظلام، وفي تلك اللحظة شاهد أختي رشا تجلس مرعوبة في الصالة، فأطلق الرصاص على رأسها. وظل علي السيد مختبئاً بالقرب من أخويه نادر 6 سنوات وعدنان 8 سنوات المقتولان ، وأثناء تجول القاتل في المنزل مد علي يده في دماء أخيه نادر، ولطخ وجهه وملابسه بالدماء ورقد ساكناً في مكانه، وعندما عاد القاتل ووجه المصباح ناحية الجثث، ظن أن الجميع قتلى وخرج، ويقول علي: “وضعت دم أخي الصغير نادر على جسدي وملابسي، ورقدت كأنني ميت”. جدير بالذكر أن مذبحة الحولة وقعت يوم الجمعة الماضي وفجر السبت وراح ضحيتها 108 قتلى على الأقل نصفهم تقريباً من الأطفال.