فقدت الأسرة الجامعية بولاية فالمة، الأستاذ هدوري مسعود المدعو مراد البالغ من العمر 42سنة والذي لفظ أنفاسه الأخيرة وسط مياه البحر بمنطقة سيدي سالم بعنابة مساء يوم الأحد الماضي،البلاد انتقلت إلى بيت الضحية الكائن مقره بحي الحفصي أعالي مدينة فالمة والتقت بزوجته السيدة صورية البالغة من العمر35 والتي روت لنا قصة غرق زوجها بكل حصرة وألم، ذكرت أنها صبيحة يوم الأحد الماضي. انتقلت هي وزوجها رفقة أبنائها الخمسة إيمان، أيمن، أحمد ياسين، ملاك ومحمد في رحلة استجمام بشواطئ سيدي سالم، حيث قضوا طيلة النهار دون أن يدخل أحد منهم عرض البحر لأنه كان هائجائ وفي المساء تلهف أيمن وأخته إيمان على السباحة فدخلا الاثنان ولكن سرعان ما تعب أيمن وقال لأخته إيمان إنني عاجز عن الخروج من البحر فهرعت إلى والدها المرحوم مراد الذي تدخل لإنقاذ حياة ابنه أيمن بعد أن كاد يغرق، وفي صراع طويل بين أمواج البحر ومقاومة شديدة كان الفوز فيها للأمواج لفظ الأستاذ هدوري مسعود أنفاسه الأخيرة بعرض البحر، رغم تدخل مصالح فرقة الحماية المدنية لسيدي سالم الذين نقلو الضحية إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة ورغم محاولات الأطباء في إنقاذ حياته لكن قدر الله وما شاء فعل، الأستاذ المرحوم شغل منصب مدير النشاطات الثقافية بجامعة 8 ماي 45ثم أستاذ علم الاجتماع بجامعة تبسة يحضر لنيل شهادة الدكتوراه التي كان من المفروض أن يناقشها شهر سبتمبر القادم. رحل الأستاذ هدوري تاركا فراغا في قلوب كل من عرفوه وشهدوا له بحسن السيرة، والدته السيدة عقيلة اكتفت فقط بالقول إن ''الموت ناداه يوم الأحد''، إيمان البنت البكر تطمح إلى مواصلة المسيرة العلمية لوالدها بعد أن استحقت بجدارة نيل شهادة التعليم المتوسط هذه السنة، لم نستطع مغادرة منزل المرحوم من شدة التأثر بما شهدنا من ابنه أيمن الذي يشعر بتأنيب الضمير ويحس بأنه السبب في وفاة والده مرددا لأمه عبارة ''ماتحكيش عليه'' حتى وجدنا صعوبة كبيرة في جمع المعلومات منها لأنها كل ما رأت أيمن توقفت عن سرد وقائع وفاة زوجها، ليبقى البحر كل موسم اصطياف يبتلع الكثير من الأشخاص.