[salle_de_cinema_150877121] انطلقت أمس بالمعهد الوطني العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري بالعاصمة، أشغال الملتقى الوطني الأول الذي يناقش موضوع «ثقافة الفنون السمعية البصرية في الجزائر.. ضرورة استحداث وعي فني جماهيريا وأكاديميا». ويشهد اللقاء مشاركة باحثين وأساتذة من مختلف جامعات الجزائر على غرار تلمسان وغليزان ومستغانم والعاصمة، حيث سيقدم هؤلاء مداخلات تتعلق بالسينما والمسرح والرسم وفنون العرض، بينما تتخلل هذا اللقاء عروض مسرحية وقراءات شعرية، بالإضافة إلى جلسات موسيقية. وأوضحت الورقة العلمية للملتقى أن «الحديث عن الفن يغوص مباشرة إلى عمق القيمة الجمالية التي يكتنفها كل عمل فني أيا كانت غايته، فنا ارتزاقيا أو فنا حرا، فالنظرة المتجهة نحوهما، تظل نظرة إنسان متعطش لتذوق الإبداع واستنباط مكوناته المعبرة عن الروح والعقل والجسد»، مضيفة «وكما العلم وسيلة الإنسان لإدراك الواقع، فإن الفن وسيلة الإنسان لإدراك الجمال، وتتضح جليا موازين المعادلة القائمة بين المتغيرين الأساسيين في منظومة الحياة البشرية، العلم والجمال، ولعله من الجدير بالكائن الإنساني أن يستجدي من سنواته الأولى أوجه الكمال الفني، عبر التماس منطق المعرفة والتفكير العلمي من جهة، وفلسفة الجمال والاستلهام الروحي من جهة مغايرة». من ناحية أخرى، أوضحت إشكالية الملتقى أن الفنون السمعية البصرية تأتي في مقدمة الفنون التي لابد لأي بلد أن يرقى فيها وبها، لما تنطوي عليه من أهمية بالغة في إيصال صوت المجتمع المحلي إلى المجتمعات العالمية. ومنه فقد بات محتما على الجزائر «تطوير صناعة تلك الفنون صناعة بناءة، بلمسة جمالية تحمل رسالة فكرية، تدل على مرجعية صاحبها، وعلى ثقافة المجتمع الذي انبثقت منه، وحري بها أيضا الإسراع في إعادة تحريك عجلة الإنتاج الدرامي، مسرحا وسينما، من جديد، وبالتالي تعيد في كل مرة إحياء الغريزة الفنية عند الفرد الجزائري وتبلور في ذهنه ثقافة الفن وحتى ضرورة تلقنه أكاديميا بما يخدم الصالح العام».