دعا المخرج السينمائي ورئيس الجمعية الفنية السينمائية “أضواء” في حوار ل”الشعب” إلى ضروة الاهتمام بقطاع السمعي البصري، الذي يلعب دورا مهما في خدمة الثقافة والفن الجزائري، وأعاب على الوضع الذي أل إليه الفن السابع في الجزائر، بسبب غياب سياسة كاملة وشاملة واستراتيجية على المدى القصير والمتوسط والطويل، داعيا إلى النهوض بالفن السابع وعدم ترك المجال للأخرين للاستثمار فيه، مؤكدا أن نهظة السينما الجزائرية لا تأتينا من وراء البحر الأبيض المتوسط.. عمار العسكري أحد المخرجين الذين صنعوا تاريخ السينما الجزائرية في سنوات الستينيات والسبعينيات، فأين هو من الساحة الفنية، ولماذا هذا الغياب؟ بدون فخرة على واجب، هذه من واجباتنا كمبدعين ومخرجين وكمحبين لكل ما هو جميل في وطننا، وخاصة الشباب وتاريخنا العريق وللذاكرة الجماعية والفردية، وبالنسبة لاهتماماتنا كمبدعين بجميع المشاكل المطروحة وحتى الأشياء الجميلة والإيجابية الموجودة في المجتمع الجزائري، خاصة بالنسبة لتحقيق الرغبات والتمنيات وأحلام الشباب، سيما وأن أكثر من 70 بالمائة من شبابنا دون سن ال30. فنحن كمخرجين علينا الحديث عن تاريخنا، وهو شيء جميل، لكن في نفس الوقت يجب الأخد بعين الاعتبار المشاكل المطروحة حاليا داخل المجتمع الجزائري والاهتمام بميدان هام وهو الفكر والثقافة والذاكرة والمبادئ الأساسية التي تكون المجتمع وتكون شخصية الجزائري. نحن بحاجة لشبابنا، علينا تفهمهم وتحقيق رغباتهم وأحلامهم، أبنائنا يمكن أن نأخذ منهم أي شيء إلا أحلامهم، علينا أن نحقق لهم أمنياتهم حتى لا يلجأون إلى مغادرة وطنهم كما يحدث مع الكثيرين منهم، لقد كانت لي لقاءات مع “حراقة” في روما قالوا لي “روما ولا انتوما” بالرغم من أنهم يعيشون أوضاعا مزرية هناك إلا أنهم يفضلونها على بلادهم. العالم اليوم تغير.. في كل مرة أتحدث عن مشكل الاتصال في بلادنا، القمة لا تتحدث مع القاعدة، ولا تتحدث مع بعضها البعض، إلى جانب غياب الاتصال بين الأب والأم والأولاد، نحن شعب يتكلم كثيرا ولا يقرأ، بما فيهم الطلبة في الجامعات، علينا أن نوجه مجتمعنا نحو القراءة، فلدينا روائيون وكتاب وشعراء بإمكانهم تقديم الكثير، والإضافة للمجتمع الجزائري، وهذا يتطلب مجهودا كبيرا من قبل الجميع، ومن هنا تظهر مهمة السمعي البصري في المجتمع الجزائري. هي ليست سياسة حكومية فقط، هذا المجتمع بأكمله للأجيال القديمة والحاضرة، مالذي أردناه كمشروع وكمجتمع، الثقافة غير موجودة، أين هي قاعات السينما، منذ زمن بعيد لم تطأ أقدامنا قاعاتها، في الستينيات حين كنت أدرس بيوغسلافيا كنا في كل ليلة نساء ورجال نذهب لرؤية فيلم سينمائي، ثم نكمل سهرتنا بأحد المطاعم، الأمن متوفر، واليوم أين هو الأمن، في 1962 كانت هناك بالتقريب 500 قاعة سينمائية، اليوم الجزائر لا تتوفر حتى على 10 قاعات في كل القطر الوطني، لا “الموقار” ولا “ابن زيدون” ولا “كوسموس” يمثلون الجزائر، يجب عدم مغالطة الشعب الجزائري وتغطية الشمس بالغربال. لا توجد هناك إرادة سياسية كاملة وشاملة ولا استراتيجية على المدى القصير والمتوسط والطويل بالنسبة لكل قطاعات الثقافة والفن والاتصال والاعلام. كفانا من سياسة المناسبات ، وقد قلتها في عديد المرات أنا فخور ببلدي لكن سياسة المناسبات علينا أن نلجأ إليها حين نكون قد وصلنا إلى نتيجة. أين هو مسرح الأمس أين هي السينما والرواية.. أقولها مرة أخرى لا يوجد تطبيق سياسة كاملة وشاملة واستراتيجية وإرادة، لأن الشعب الذي ليس له ثقافة شعب ليس له أصالة ولا جذور ولا تاريخ ولا أمنيات في المستقبل. حين قدمت فيلمي “زهرة اللوتس” في الفيتنام كان لي حظ كبير في الحديث مع الجنرال “جاب” بطل “ديان بيان فو”، قال إن القرن الماضي شهد ثورتين عملاقتين على المستوى الوطني وذات بعد دولي وهما الثورة الجزائرية والفيتنامية، وقال إن ثورتنا التحريرية كان لها بعد أكثر من ثورة القيتنام لأنها ثورة مليئة بالسخاء والوعود والأماني، حيث كانت لكم جرأة مواجهة أكبر قوة استعمارية هي فرنسا، دون أن يكون أحد ورائكم إلا إرادة بعض الرجال وبعض من شعبنا، لكن أنتم واجهتم فرنسا وجها لوجه وهوما لن تنساه فرنسا مهما كان النظام السياسي الحاكم، وقال لي “عليكم أن تعرفوا كيف تسيرون بلدكم بذكاء”.. إذا كان أولادنا يفضلون الهرب إلى ما وراء البحار بما فيهم أولاد المجاهدين مالذي بقي. علينا تحمل مسؤولية هؤلاء الشباب المتعطش للفكر والثقافة ومعرفة جذوره. أنا لا أخاف وأتكلم صراحة، لا أتحدث ولا أتهم شخصا بعينه، كلنا مسؤولون عن الحالة التي توجد عليها الثقافة الوطنية الجزائرية، والتي تتجاوب بالدرجة الأولى وبصفة فعالة وإيجابية لكل طموحات وأمنيات وأحلام المجتمع الجزائري خاصة المرأة وحتى الرجل والشيخ والطفل. شبابنا متعطش للمعرفة، ماذا يفعل تلفزيوننا؟ وماذا تفعل السينما الجزائرية؟ ماذا نفعل حتى نجعل شبابنا يقرأ، هنا يمكن المشكل هناك فراغ ثقافي وجب تغطيته. أتساءل من جديد أين هو مسرح علولة ومجوبي وكاتب ياسين، وأين هي مسارح قسنطينة، بجاية، وهران ومستغانم، أين هم كتابنا وشعراءنا وفنانونا؟.. الفنان ليس لديه إلى يومنا هذا قانون يحميه، الفنان رويشد كان لديه راتب رمزي هو والكثيرين أمثاله، هل ترون ذلك أمرا معقولا؟ في كل مرة نطالب بذلك نتلقى نفس الإجابة سنهتم بذلك، ماذا يفعل نوابنا وسيناتورنا إذا لم يتحدثوا عن هذا الأمر الهام؟ ثقافتنا أين هي؟ الإصلاح في هذا الميدان أين هو، كل هذه التساؤلات نطرحها لأجل الخروج بحل، لأن الثفافة هي العامل الأول لتكوين شخصية الإنسان الجزائري، علينا أن ننبه المعنيين، وأن لا نقول هذا أو ذاك مسؤول عما آلت إليه الأوضاع الثقافية في البلاد، حقيقة هناك مسؤولون بالنسبة للسلطات العمومية ووزارات.. لكن في نفس الوقت نحن أيضا معنيون على حالة المجتمع الجزائري، فحذار ثم حذار، لا نريد أن نصل إلى درجة ندمنا على الثورة التحريرية واستقلال الجزئر، لهذا اليوم الثقافة والفنون المجاورة والعلوم والتكوين والبحث العلمي أمور مفيدة ونافعة لمجتمعنا، يجب أن نسير هذا الميدان بصفة إيجابية وباستراتيجية شاملة، يجب أن لا ننبرمج التلفزة الوطنية فقط في شهر رمضان، فاليوم هناك منافسة كبيرة، حيث يفتح المشاهد التلفزة على القناة التي يريدها سواء الأوروبية أو العربية أو الافريقية، ونحن من علينا تنظيم هذا القطاع الاستراتيجي للسمعي البصري، والذي يمكنه أن يقدم الأفضل لشبابنا الذي يبحث عن من يحبه ويستمع له ويفهمه، إلى جانب ضمان تطور وازدهار الثقافة من السينما إلى المسرح إلى الرواية. اليوم يطالبون بإنتاج أفلام، الأمر بسيط لكن أين يتم توزيعهم، ماذا لو تم في كل ولاية بناء قاعة وترميم أخرى بمعنى قاعتين في عام واحد سيكون لدينا 55 قاعة سينما وفي 5 سنوات 500 قاعة، لماذا لم يستمعوا إلينا منذ سنوات وسنوات. على مستوى الجمعية الفنية السينمائية “أضواء” قمنا بكل شيء لأجل استرجاع أجهزة كان من المفروض بيعها بالدينار الرمزي، وإذ كان هناك انتاج حاليا على مستوى التلفزيون والسينما فهو بفضل كل أعضاء جمعية “أضواء” الذين لم يتركوا فرصة للغير لتهديم هذا القطاع الاستراتيجي؟ تحدثتم عن دور السمعي البصري في خدمة الثقافة الجزائرية، هل ترون أن فتح قطاع السمعي البصري في الوقت الراهن ضروري لأجل النهوض بالفن السابع والرابع وغيرها في الجزائر؟ يعني خوصصة قطاع السمعي البصري، أرى أنه لو وجدت 4 أو 5 قنوات في الجزائر فالمضون هو واحد ونفسه. شخصيا كمثقف ومبدع وكسياسي ومحب لهذا الوطن، وحتى نندمج بصفة إيجابية في العالمية والعولمة لا أرى أن هناك مشكل من ناحية فتح قطاع السمعي البصري، لكن أول ما يجب فتحه ليس المؤسسة الوطنية للتلفزيون، وإنما المؤسسة العمومية للتلفزيون والذان وجب التفريق بينهما. أمرض حين أرى قاعات سينما مغلقة في مختلف ولايات الجزائر، وهو أمر غير مقبول، اليوم يطالبون بإنتاج في قاعات الموقار، وابن زيدون هل هي قاعات الونشريس أو الأوراس، جمعية “أضواء” تناضل من أجل الرجوع إلى الطريق بهذا القطاع الحساس، يجب أن تكون هناك إرادة سياسية من قبل السلطات العليا، حيث تحدثت شخصيا مع هؤلاء وهم على دراية بأوضاع السينما والمسرح والثقافة والنشر والفنون التشكيلية، لكن التطبيق في الميدان “الدايم ربي”. الحلول موجودة، بإمكاني تقديم فيلم وبإمكانياتي المادية والحمد لله، لكن أين يوزع؟ حاليا أصبح المركز الثقافي الفرنسي هو من ينتج الثقافة في الجزائر، ولديهم كل الحق فقد وجدوا الطريق معبدا لهم لذلك. بصفتي مثقف ومبدع وابن الثورة التحريرية الوطنية، لا أقبل سياسة التسيير الحالية في بلادي، في سنوات الستينيات تواجدت في السجن لأجل الوطن وأفكاري السياسية، ومستعد الآن التضحية أيضا لأجله، حتى لا نترك ثقافتنا هكذا، يجب أن تكون هناك الصراحة ونفهم بعضنا البعض ونقول بعض الحقائق وإن كانت مرة. ذهبت إلى تونس والمغرب مؤخرا قالوا لي “ماالذي يحدث بالجزائر؟ لقد كنتم العنصر المحرك لنا، ونجمتنا المضيئة والمثل الذي نسير على خطاه خاصة في ميدان السمعي البصري”. ماذا يحدث فاليوم لأجل صناعة فيلم علينا الذهاب إلى تونس أو المغرب أو فرنسا أو أي دورلة أخرى، بالرغم من وجود مركب سينماتوغرافي. كلها مشاكل موجودة يمكن الخروج منها بتوفر الإرادة، لكن هل هناك إرادة سياسية حتى تكون هناك نهظة حدثية ثقافية تلبي طموحات وأمال الشباب. القطاع السمعي البصر ي له دور كبير للنهوض بثقافتنا، نحن مجتمع لا يقرأ، وبالتالي الصوت والصورة مهمة كثيرا حتى في رأس الجبال لأنهم يستمعون إلى الراديو والتلفزيون ولا يقرأون ومن هنا يتجلى دوره. الأجيال القادمة لن تسمح لنا بالتهاون، فحاليا حين نتحدث عن الثورة التحريرية أو الحركات الوطنية، يقولون لنا “وماذا بعد، ما هي أفاقنا في ميدان الثقافة”؟ هناك عمل كبير والمسؤولية لا تقتصر على شخص أو هيئة معينة، فلكل جانبه من المسؤولية وللأسف القرار السياسي لا يعود إلينا كفنانين ومبدعين. الجمعية قامت بدورها باسترجاع أجهزة السمعي البصري بفضل أعضائها إلى مخرجين ومنتجين وفنانين وصحفيين والمحبين لهذه الأشياء التي تعود إلى قطاع للدولة الجزائرية. لكن أين هي أجهزة المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، ومكاسب الوكالة الجزائرية للاحداث المصورة” من المسؤول عن هذا التبذير الذي يعد بالملايير؟ وفي اعتقادكم من المسؤول؟ نعم.. المسؤولون يعرفون بعضهم البعض، نحن المهم بالنسبةإلينا كجمعية أدينا مهمتنا كما يجب، وقد لقينا الاهتمام والتعاون من قبل وزارة المالية، وتفهموا أن ما نقوم به ليس للمصلحة الشخصية وإنما بحثا عن المصلحة العامة للمجتمع الجزائري والثقافة الوطنية والسمعي البصري، وشبابنا. الفن السابع في الجزائر في سنوات الستينيات والسبعينيات عرف أوج عطائه رغم قلة الإمكانيات، وخروج الجزائر من فترة استعمارية عصيبة، مالذي وجد في تلك السنوات، ولم يوجد في سينما الألفينيات؟ ذاك العصر الذهبي في سنوات الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات، كانت هناك إرادة بالرغم من وجود بيروقراطية وعراقيل وأنانية في التسير، فلا يمكن الاعتقاد أن التسيير كان في المستوى آنذاك، لكن المبدعين والمخرجين كانوا مكافحون ومستعدون الذهاب حتى إلى السجن، إرادتنا وفكرنا كانا يعملان في سبيل الجميع، فلم نكن نبحث عن الجانب المادي فقط، كنا نريد القيام بأعمال قيمة بالنسبة للمجتمع الجزائري، وبالنسبة للتاريخ والذاكرة، ونأخذ بعين الاعتبار جميع المشاكل الثقافية والاجتماعية والإقتصادية الموجودة، وكذلك الطموحات والأفاق. الفن السابع بدأ يتقهقر في الثنمانينيات وفي التسعينيات كان السقوط الحر، علينا أن ننتهج سياسة المناسبات حين تكون السينما في نهضة كبيرة، وحين تكون هناك سياسة وتقاليد وجمعيات في جميع المدن والقرى وحتى في الجبال، هنا نقترح الجزائر عاصمة للثقافة العربية والافريقية، نحن في أزمة كبيرة “يالمزين من برا واش حالك من داخل”، علينا أن نكون واقعيين على الأقل. هناك مشروع قانون مقترح ينص على ترميم 300 دار سينما، مع فرض ضريبة 1 بالمائة على مداخيل الاعلانات، وترصد الأموال لصندوق دعم الانتاج السينمائي، في نظركم إلى أي مدى يمكن أن يُسهم ذلك في صناعة نهضة سينمائية في الجزائر؟ أين هي قاعات السينما؟! فبين الاقتراح والتنفيذ عالم واسع، زرت مختلف ولايات الوطن من الشرق إلى الغرب إلى الجنوب، لا توجد هناك قاعات سينما، حتى المراكز الثقافية فارغة، مع كل احتراماتنا.. علينا أن نكون واقعيين، وقد تحدثت في هذا الشأن مع لجنة المجلس الشعبي الوطني التي اقترحت القانون، متى يتم تجهيز قاعات السينما؟. الأفضل أن يتم تخصيص مجلس وزاري مصغر للسينما يضم وزارة الثقافة، وزارة الاتصال، وزارة الداخلية والسلطات المحلية ووزارة المالية، 4 وزارات فقط يقررون بناء قاعات سينما على مستوى مختلف الولايات، فمن غير المعقول أن تبني أو ترمم وزارة الثقافة 300 قاعة من أين ذلك “سياسة الهوى هوانا تركتها منذ زمن بعيد”. أنا أؤمن بوطني وبشبابه الذين ينتظرون الكثير منا، يمكننا التضحية بمختلف الميادين إلا الميدان الثقافي والفني وميدان الاتصال، يمكنني أن أنسى ما أكلته بالأمس لكن لا يمكنني أن أنسى كتابا جميلا قرأته، أو فيلما أو مسرحة شاهدتها، أو نقاشا ذو مستوى عال. يمكن القول أن الفن السابع يعرف حاليا نهضة حقيقية ويتوج في المحافل الدولية بأولى الجوائز، لكن أغلب هذه الأفلام ذات انتاج مشترك، هل ترون أن الهروب إلى الإنتاج المشرك أضحى السبيل الوحيد لإعادة بعث السينما من جديد؟ هذا يعتبر خطأ السياسة الحالية بالنسبة لهذا القطاع، وأؤكد ما أقوله، نهضة السينما الجزائرية لا تأتينا من وراء البحر الأبيض المتوسط، نحن من علينا النهوض بها إلى جانب شبابنا. في ميدان الثقافة والفن والسينما لا يوجد صراع الأجيال بل صراع الأفكار، والرؤى والبرامج، على سبيل المثال أحسن فيلم أمريكي قدم من طرف مخرجين ذو 85 و86 سنة. لدينا اقتراحات بالنسبة للقطاع وللسياسة العامة ولكل شيء، علينا أن نضحي بكل شيء إلا الميدان الثقافي. زرت كوبا في ظروف صعبة بين 1970 و1975 الخبز يمنح مرة في اليوم لكن الثقافة دائما تحت تصرف الجميع، في كل مكان قاعات للسينما والمسرح ومدارس للتكوين، وفي ألبانيا أيضا الجرائد مجانية يمنحون أهمية كبيرة للثقافة والفنون إلى جانب الفيتنام، في أسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية كل شيء في المستوى.. النشر، المسرح، السينما، الفنون الدرامية والموسيقية. الشعب المثقف لا يخاف، فلا أحد يستعمره فكريا ولا معنويا ولا حتى جسديا، هذا ما يجب أن نعرفه في الجزائر ويسير في هذا الاتجاه. نحن نطالب بإرادة الجميع، على المعنيين الاستماع لنا، ليس لدينا أغراض شخصية، هدفنا رفع مستوى الجزائر في مجال الثقافة والاتصال والفنون، علينا تجاوز ما عشناه سنوات الثمانينيات والتسعينيات وحتى الألفينيات وهي الفترة الأسوء. سمعنا أنكم تبحثون عن رواية جيدة عن شخصية فرانس فانون لتجسيدها في فيلم وثائقي؟ مؤخرا قمت بزيارة لعين الكرمة بولاية الطارف، حيث أقوم بزيارة مقام “فرانس فانون” كلما ذهبت إلى مدينة عنابة، فهذه الشخصية تستحق أكثر من فيلم. فرانس فانون كان رمزا ومثالا يقتدى به، وقبل وفاته بالولاياتالمتحدةالأمريكية طلب من المسؤولين دفنه على التراب الجزائري وهو ما تم تحقيقه له، حيث يتواجد قبره حاليا بمقبرة الشهداء بالطارف. يوم 30 جوان الجاري سيتم تنظيم ملتقى حول هاته الشخصية بالبليدة، هناك شخصيات كثيرة تستحق الاهتمام ومواضيع رائعة على المستوى الثقافي والاجتماعي تهم المجتمع الجزائري ومن خلاله كل العالم، مجتمعنا معني بالعالمية والعولمة لدينا احترام من قبل الجميع، ومن خلالنا للثورة الجزائرية، ولشعبنا وشبابنا المثقف. حقيقة لدينا مشاكل مثل مختلف دول العالم، لكن علينا الاهتمام أكثر بالميدان الفكري والثقافي، فالثقافة والفنون والإعلام لديهم دور في تكوين الشخصية الجزائرية بكشف تاريخها العميق، جذورها وأصالتها بسلاح معين هو سلاح الثقافة. وفي الأخير أقول لك تحياتي لكل طاقم جريدة “الشعب” من مسؤولين وصحفيين.