[فاتح ربيعي] حذّر الأمين العام لحركة النهضة من المرحلة القادمة ما تحمله من مفاجآت غير سارة للبلاد وهذا على خلفية نتائج انتخابات تشريعية اعتبرها أبعد ما تكون عن الشرعية. الدكتور فاتح ربيعي وخلال كلمة ألقاها أمس في افتتاح لقاء المكاتب الولائية والمسؤولين السياسيين بالمقر الوطني بالعاصمة، في التحذير أن لقاء أمس جاء في ظرف دقيق أفرزته نتائج انتخابات مرتبة، لم تكن شفافة ولا نزيهة، ولا أول نوفمبر جديد كما قدمت للشعب، واستدل أمين عام النهضة على ذلك بتقرير اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات الذي جاء فيه أن «انتخابات 10 ماي 2012 شابها الكثير من الخروقات والتجاوزات في كل المراحل، من بداية العملية الى نهايتها، مما شوه نزاهتها وشفافيتها». وفي هذا الصدد قال ربيعي إنه لو كان هناك احترام لمثل هذه اللجنة، فأول ما يجب فعله هو حل البرلمان وإعادة انتخابه بكل مصداقية بعيدا عن تلاعب بعض الجهات. وحمّل الرجل الأول في النهضة، مسؤولية تبعات المرحلة الحالية التي ولدت من رحمها مؤسسة تشريعية معطلة، لكل من وعد الشعب وأخل بوعده أو لم يقدر على الوفاء بها، وكل من يتعامل بالحياد، واعتبر أن حالة الإرباك التي بدأت تظهر ملامحها من خلال حكومة عاطلة ومعطلة، لم تعرف جديدا ولا تجديدا و لا حتى تمديدا، هي في عنق المنتصر المزعوم في إشارة واضحة إلى حزب جبهة التحرير الوطني. وواصل ربيعي حملته ضد عملية التزوير بالقول إن حركته كانت تتمنى أن تردم هذه الانتخابات الهوة بين الشعب ومؤسساته، لكن العاشر ماي زاد منها، ففي وقت كان يجب أن نرقي الثقة بين الشعب في مؤسساته، ضربت المصداقية وسخر القضاء لخدمة الإدارة وتلاعباتها، وخدمة أجندة حزبية ضيقة، وهو ما نجم عنه مخاطر مقلقة على خلفية التدحرج المرعب نحو اللاشرعية، إذ من غير المعقول تعديل الدستور الذي هو أسمى وثيقة في البلاد من قبل برلمان فاقد للمصداقية، حسب كلام ربيعي، الذي أضاف أن الوضع الحالي سيعرض مصالح الجزائر للمساومة والابتزاز، لأن ورقة التزوير ستصبح ورقة ضغط، وقال في هذا الإطار «رأينا كيف كانت دبلوماسيتنا تتجه نحو واشنطن وباريس لإقناعهما بجدوى الإصلاحات السياسية وما في ذلك من استدعاء للتدخل الأجنبي في شؤوننا». وطالب أمين عام النهضة السلطة والمعارضة على حد سواء بالارتقاء إلى مستوى تحديات المرحلة الحالية، من أجل انقاذ الجزائر وتصحيح الاختلالات، خشية الدخول في دوامة اللااستقرار وسيقف صامدا أمام كل التلاعبات التي تضرب مصالح الشعب. وعاد فاتح ربيعي إلى التذكير بجهود تكتل «الجزائر الخضراء» الذي حقق الأهم رغم حملة التخويف منه على خلفية توجهاته الإسلامية، مذكرا بإن التكتل قد رفع بطاقات حمراء في وجه التلاعب بحق الشعب، كان أولها مقاطعة تنصيب البرلمان احتجاجا على التزوير، وبطاقة حمراء ثانية برفض المشاركة في هياكل المجلس. وأشار إلى أن التكتل مازال يحمل الكثير من البطاقات سيستخدمها لإعادة قطار الإصلاحات إلى مساره الصحيح.