لاتزال معاناة زبائن بريد الجزائر ببلدية «مسلمون» غربي ولاية تيبازة قائمة جراء ضيقه وقدمه فضلا عن افتقاده أبسط الإمكانيات المادية والبشرية مما حال دون تقديم خدمات في مستوى آمالهم وتطلعاتهم. آل المكتب البريدي الوحيد ببلدية مسلمون بولاية تيبازة إلى وضع جد متدهور جراء الإهمال الكبير الذي طاله على مدار سنوات طويلة، فلم يستفد من أية عملية تهيئة أو صيانة مما أفقده مكانته. وقد اشتكى العمال من تدهور ظروفهم المهنية فضلا عن غياب وسائل العمل الضرورية وفي مقدمتها الحواسيب إذ يتوفر مكتبهم على جهاز كمبيوتر واحد يغطي حاجيات قرابة العشرة آلاف نسمة. وحسب شهادات العمال والزبائن فإن هذا المكتب لم يعد قادرا على تقديم خدمات في مستوى تطلعات الزبائن الذين يقصدونه من أجل سحب أموالهم نظرا للوضعية الكارثية التي آل إليها بفعل الإهمال الذي تعرض له من قبل مسؤولي بريد الجزائر الذين لم يبادروا إلى تهيئته وترميمه. ويتجلى هذا الإهمال حسب ما وقفنا عليه عن كثب في اتساخ الجدران التي يبدو وأنها لم تطل منذ سنوات حتى أن المتردد عليه يعتقد وللوهلة الأولى أنه داخل مستودع للخردة فضلا عن صغر مساحته وضيقه فهو لا يتعدى في أحسن الأحوال 60 مترا مربعا زيادة على قدمه، فقد مر على إنجازه أكثر من 36 سنة ومع ذلك لم يحظ بأدنى اهتمام حتى أن الأثاث قديم جدا لا يصلح إلا لإحالته على المتاحف أو الرمي في القمامات وهو الوضع الذي يعرض الأرشيف إلى التلف بعد أن أصبح العمال يضعونه بشكل فوضوي في خزانة جد قديمة. ومازاد من معاناة الزبائن والعمال نقص الإطار البشري الذي لا يتعدى عدده بهذا المكتب ثلاثة من بينهم موزع البريد وعونا تخليص يشتغلان بحاسوب واحد عند تعطله يشل النشاط به مما يؤدي إلى خلق طوابير خاصة خلال الأيام التي تسبق المناسبات. العمال الذين يشتغلونفي ظروف صعبة للغاية ناشدوا مسؤولي مكتب بريد الجزائر بتيبازة التدخل العاجل لإعادة الاعتبار لمكتبهم البريدي الذي تحول إلى أطلال. وفي انتظار ذلك تبقى معاناة العمال الثلاثة بهذا المكتب البريدي وكذا الزبائن قائمة إلى إشعار آخر.