عاد مكتب بريد المقراني التابع لبريد الجزائر و الكائن بقلب مدينة برج بوعريريج إلى مقره العريق الذي عرف أولى بداياته منذ عهد الاستعمار سنة 1930، بعدما شهد خلال الأشهر الثمانية المنصرمة أشغال إعادة التهيئة داخل المقر بالنظر إلى التضرر الذي لحق بجميع المكاتب ، مما استدعى تجديد معظم أجزائه ولقيت الأخيرة العديد من ردود الأفعال ، في ظل إهمال الطابع الهندسي للمقر مقارنة بما كان عليه من قبل ، خصوصا بالمدخل الذي اكتسى ثوبا عصريا بواجهة زجاجية، أفقدت بريق أعرق مقر بريد بالولاية . وأجبرت عملية تجديد المكتب رحيل العمال إلى مستودعات محافظة الآفلان المقابلة للمكتب القديم ، مما أدخلهم في صدامات مع الزبائن يوميا وفي معاناة مستمرة طيلة هذه الفترة لضيق المقر وكذا لتوافد عدد كبير من الزبائن عليه لوقوعه وسط المدينة ، فضلا عن استحسان المواطنين لما يقدمه من خدمات وبالسرعة المطلوبة مقارنة بمراكز بريدية أخرى وهو ما التمسناه من أرائهم المدونة في الكراس المخصص للشكاوي والاقتراحات ، الذي حمل من جهة أخرى جملة من الانتقادات تتعلق بتأخر استلام الصكوك البريدية لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر من الطلب عليها، إضافة إلى مشكل آخر أصبح يطرح بحدة بولاية البرج يتمثل في النقص الحاد بمختلف مراكز البريد لطوابع الغرامات الجزافية بقيمة 300 دينار و 100 دينار التي تدفع من قبل مخالفي قوانين المرور من السائقين ،مما يجبرهم على اقتناء طوابع ب 400 دينار وهو ما شكل استياء العديد منهم ، وفي رده أكد المدير الولائي للبريد والمواصلات أن المشكل مطروح على مستوى إدارة الضرائب في الوقت الذي لم تتلق مصالحه من البريد المركزي طوابع بالمبلغ المذكور منذ مدة. من جهة أخرى أكد قابض بريد المقراني السيد "نصير مهني "أن عملية إعادة التهيئة سمحت بربح الكثير من الوقت فضلا عن تعزيز مختلف المكاتب وإضافة أخرى لتسهيل عمل الموظفين الذين زاد عددهم بالمقر إلى 13 عاملا في مختلف الصناديق التي قفز عددها بالضعف مرتين بعد تجديد المكاتب، وذلك من 03 صناديق مخصصة لمعرفة الرصيد والدفع إلى 09 صناديق، زيادة على مكاتب الخدمات الأخرى المتعلقة بدفع إتاوات استهلاك الكهرباء والمياه وكذا الموزع الآلي للنقود، أين أشار إلى دفع مستحقات أزيد من ألف شخص يوميا ناهيك عن بقية الخدمات خاصة معرفة الرصيد وتخليص فاتورات سونلغاز والجزائرية للمياه .