عرفت مختلف مراكز البريد عبر الوطن، طوابير طويلة، بدأت منذ الساعات الأولى من نهار أمس، أين اصطف الآلاف من المواطنين من مختلف الفئات، لسحب رواتبهم قبل يومين من دخول شهر رمضان، حيث شهدت شجارات وتوترات خلقت ضغطا كبيرا على مستوى الشبابيك وآلات السحب الإلكترونية، جراء خوفهم من نقص السيولة التي مسّت سابقا مؤسسات البريد. طوابير طويلة وفوضى عارمة أمام الشبابيك في ڤالمة وفي جولة استطلاعية قادت ''النهار'' إلى مراكز البريد عبر الولايات، أين وجدت بمدينة ڤالمة وبمركز البريد المركزي المئات من المواطنين ينتظمون في طوابير طويلة، حيث عمدت إدارة المركز إلى تنظيم المواطنين في صفوف؛ منها خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، لتفادي أي مشاحنات أو شجارات، غير أنه رغم ذلك فإن بعض العصبيين من المواطنين اختلقوا الفوضى والمشاكل في بعض الأحيان مع غيرهم من المواطنين، وفي أحيان أخرى مع الأعوان المكلفين بالدفع، إلا أن مشكلة صك الدفع بالبطاقة الإلكترونية، لازال يشهد ندرة حادّة عبر مختلف نقاط السحب، مما خلّف استياء وتذمرا لدى الموطنين، أين عبر ''عمي موسى'' في حديثه معنا عن استيائه وتذمره، جراء تأخر صرف منحة التقاعد إلى غاية يومنا هذا، خاصة أننا مقبلين على شهر رمضان الكريم، حيث أخبرنا أنه يتردد منذ تاريخ 25 جويلية على مركز البريد، إلا أن الشهرية لم تصل بعد -على حد تعبيره- وهو مازاد في حالة غضبه. طوابير غير متناهية ديكور ولاية سكيكدة عشية رمضان نفس الشيء بولاية سكيكدة التي عرفت طوابير غير متناهية تبدأ في الساعات الأولى من اليوم، بعد أن شهدت أزمة سيولة أرعبت المواطنين، بعدما عانوه مع الأزمة السابقة، حيث أصبحت هذه الطوابير الديكور البارز قبيل الشهر الفضيل، أين وقفنا على حجم ومعاناة زبائن بريد الجزائر، من خلال جولتنا ببعض مراكز بريدها، قمنا بها بمراكزها بداية من البريد المركزي بعاصمة الولاية، حيث أنّه بمجرد دخول الشارع الذي يقع به، حتى ترى طابورا طويلا أمام آلة السحب الآلي، والذي يمتد لعدّة أمتار مشكلا من أشخاص من كل الأعمار الذين أبدوا تذمرا كبيرا، حيث قال لنا'' حسان '' عسكري متقاعد؛ أنه لليوم الرابع على التوالي وهو يقصد المركز دون أن يستطيع سحب أمواله، ناهيك عما بداخل المقر، فقد تعذّر علينا التحرك بداخله والتحدث مع بعض المواطنين. أزمة في الصكوك الإحتياطية ..تعدت 50 دج خارج المراكز ما تزال مشكلة النقص الحادة في السيولة تعصف بمكاتب البريد بولاية تبسة، منذ أكثر من مطلع السنة الجارية، لتزداد حدة مع اقتراب بعض المناسبات والأعياد، كما هو الحال هذه الأيام، ونحن على موعد مع شهر الصيام، وبقدر توفر السيولة المالية بين فترة وأخرى ومن مكتب إلى آخر، إلا أن هذه الوفرة تجد عراقيل أخرى تقابلها خاصة لمستخدمي الصكوك البريدية ''صك الشباك''، التي انعدمت نهائيا من كل مكاتب بريد عاصمة الولاية، وأصبحت تباع لدى أصحاب محلات تجارية وكتاب عموميين قبالة محكمة تبسة وبسعر 50 دج للصك الواحد، وهو ما أثار تذمر واستياء العشرات من المواطنين الذين عبروا ل''للنهار'' عن هذه الكارثة، إذ كيف يعقل أن لا تجد صكوكا بريدية في مكتب البريد وتجدها أكواما مكدسة لدى كتاب عموميين أمام محكمة تبسة، وبسعر يقدر ب50 دج. اكتظاظ غير مسبوق بمكتب بريد قسنطينة تعرف معظم مكاتب البريد الواقعة على مستوى ولاية قسنطينة المنتشرة عبر بلدياتها الاثنتا عشر، عشية استقبال الجزائريين لشهر رمضان المبارك، اكتظاظا واسعا وطوابير تعود بنا لسنوات الثمانينات والأزمة الاقتصادية، حيث يسابق هؤلاء عقارب الساعة لاستخراج مبالغهم المالية، بغية اقتناء حاجيات ومستلزمات هذا الشهر الفضيل، الذي أوشك على دخول بيوتنا، وهذا حسب ما سجلته '' النهار'' التي جالت بعض مكاتب بريد قسنطينة قبيل يومين من قدوم شهر الخيرات والبركات. اكتظاظ بالزبائن في البرج والموزعات الآلية ديكور بلا فائدة عبر العديد من زبائن بريد الجزائرببرج بوعريريج عن استغرابهم من عدم فاعلية ''الموزعات الآلية''، رغم قلة عددها حيث يقتصر عددها بمدينة برج بوعريريج التي تضم أكثر من 200 ألف نسمة على أربعة أجهزة فقط، لكن الغريب في الأمر أنّ تلك الموزعات لا تشتغل طوال الوقت، باستثناء موزع واحد والمتواجد بمركز ''البريد القديم'' قرب مقر الدائرة و يفضل الكثير من الزبائن استعمال تلك الموزعات لتفادي الطوابير وساعات الانتظار الطويلة، لكنهم يتفاجؤون في أغلب الأوقات بعدم وجود السيولة المالية بها أو انقطاع النظام المعلوماتي، ومن بين الأربعة موزعات تشتغل حاليا بمدينة البرج 3 فقط، باعتبار أن موزع حي 1044 مسكن تم تخريبه خلال احتجاجات شهر جانفي. طوابير وازدحام بمراكز البريد في تڤرت ..تنقل إلى ولايات أخرى لسحب الراتب رغم مرور سنة على أزمة السيولة النقدية مازالت أزمة السيولة النقدية تميز مكاتب بريد الجزائر بمنطقة تڤرت الكبرى، حيث شاهدنا طوابير طويلة لزبائن بريد الجزائر قدموا من أجل سحب أموالهم، أين سجلنا في معظم المراكز انعداما كليا للسيولة النقدية، وهو ما ولّد سخطا في أوساط الزبائن، نتج عنه ملاسنات كلامية بين عمال البريد والمواطنين الذين يتهمونهم بالمحاباة في توزيع الأموال، أما في البريد المركزي في وسط المدنية، فقد احتشد المواطنون منذ الصباح الباكر في طوابير سدت مدخل المركز، حيث أعرب عدد من المواطنين الذين تحدثوا إلينا عن تذمرهم من استمرار هذه الأزمة التي بلغ عمرها العام بمنطقة تڤرت -حسب قولهم- وأنهم أصبحوا يقضون يوما كاملا في مراكز البريد لسحب أموالهم، ولكن دون أن يتمكنوا من ذلك، وأضاف آخرون أنّهم تنقلوا إلى ولايات أخرى من أجل سحب أموالهم. نفاذ الأموال في مراكز البريد في العاشرة صباحا بالوادي أما بولاية الوادي فتشهد العديد من مكاتب البريد كذلك حالة من الفوضى والاكتظاظ، ممّا خلّف استياء وتذمر زبائن البريد الذين هم بحاجة إلى صرف أموالهم خاصة، وأكد عدد من زبائن بريد الجزائر في حديثهم إلينا، أنّ المبالغ التي تقدم إلى مكاتبهم غير كافية، حيث تنفذ الأموال على الساعة العاشرة صباحا، ويضطر سكان هذه المناطق إلى التنقل لعاصمة الولاية التي يشهد فيها البريد المركزي توفرا للسيولة، وطوابير طويلة رغم وجود ثلاثة شبابيك، وقد تساءل زبائن البريد عن سبب هذا التناقض في توفر السيولة الكافية في الوقت الذي يحتاج فيه المواطن إلى صرف مستحقاته. طمأن بتوفّر السيولة النقدية الكافية ل13 مليون زبون فتح مكاتب البريد من التاسعة والنصف إلى الحادية عشرة ليلا طيلة رمضان كشفت خلية الاتصال بمؤسسة بريد الجزائر، أن مصالحهم، قررت تمديد برنامج العمل خلال شهر رمضان إلى الفترة الليلية، أين ستفتح بعض الأكشاك من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة منتصف الليل لامتصاص الضغط والسماح للزبائن بسحب أموالهم في ظروف لائقة. وأضاف، مسؤول الخلية في تصريح ل''النهار''؛ أن مؤسسة بريد الجزائر فتحت المكاتب البريدية الكبرى بالولايات والدوائر، ابتداء من التاسعة والنصف مساء إلى الحادية عشرة ليلا طيلة شهر رمضان، مشيرا إلى أنّ العملية تمس المكاتب الموجودة بالمناطق التي تشهد حركية كثيفة في الليل، خاصة المدن الساحلية، وكل ولاية مخولة بتحديد مكاتب البريد الواقعة بمناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة التي تسجل إقبالا كبيرا للمواطنين. وطمأن المصدر ذاته المواطنين بتوفر السيولة النقدية، مؤكدا أنّ المؤسسة وضعت برنامجا خاصا لتلبية احتياجات زبائنها المالية البالغ عددهم 13 مليون بهدف مواجهة مشكل نقص السيولة الذي يرتفع خلال شهر رمضان. وطمأن المتحدث بزوال الطوابير بعد الأيام الأولى من رمضان، مرجعا الضغط الذي تشهد حاليا، إلى إقبال جميع الموظفين لسحب أموالهم من المؤسسة.