بدأ الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية المصري خطابه الرسمى الأول للأمة بقاعة احتفالات جامعة القاهرة، عقب حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية ، بقوله الله أكبر فوق الجميع، وردد الجميع معه هتاف الله أكبر، ووجه حديثه لطلاب جامعة القاهرة الذين أجلت امتحاناتهم اليوم بكليتى الحقوق والآداب، قائلا “أرجوا أن يتقبلوا منى اعتذارى عن تأجيل امتحانهم”، واختتم معتذرا للشهداء ومصابى الثورة، وداعيا إلى العمل والاجتهاد. وعاود مرسى، اليمين الدستورى فى قاعة الاحتفالات الرئيسية جامعة القاهرة للمرة الثانية اليوم، حيث كان قد ألقاه رسميا أمام المحكمة الدستورية، لتنصيبه رئيسا للجمهورية. وقال رئيس مصر الجديد إن النظام السابق فرط فى أمن مصر القومى، وأدى لتقزيم دورها الإقليمى والدولى، مضيفا أننا سنبنى مصر القوية بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقى فى المنطقة العربية والإسلامية والإفريقية والدولية. وأكد، أننا نحمل رسالة سلام للعالم، وقبلها رسالة حق وعدل، ونؤكد على المعاهدات والاتفاقات الدولية، وقال “أعلن من هنا أن مصر الدولة والشعب والأمة والحكومة، ومؤسسة الرئاسة تقف مع الشعب الفلسطينى حتى يحصل على كامل حقوقه المشروعة، وسنعمل على إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية صفا واحدا لاستعادة أرضه وسيادته”. وأضاف أننا نحن لا نصدر الثورة، ولا نتدخل فى شئون الشعوب أو الدول، ولا نسمح فى الوقت نفسه لأحد أن يتدخل فى شئوننا، مشيرا إلى أنه إذا كنا نبنى مصرنا الجديدة، فإننا لا ننفك أبدا عن أمتنا العربية والإسلامية، ولا نعادى أحدا فى العالم، ونعلن تأييدنا للشعوب لتعود لها سيادتها. وقال “مصر اليوم داعمة للشعب الفلسطينى وأيضا للشعب السورى، ويجب أن يتوقف نزيف الدم الذى يراق للشعب السورى، فالشعب الشقيق فى سوريا سنبذل كل الجهد فى المستقبل القريب إن شاء الله. وتابع، “مصر لن تعود إلى الوراء، ونحن نطوى صفحة بغيضة ونستفتح صفحة مضيئة إن شاء الله، نسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلاف السنين، حيث عاشت أمتنا عصور ازدهار يفخر بها ملايين العرب والمسلمين، كما عانت أحيانا لحظات انكسار سنعمل بقوة على ألا يعود”. وأضاف أنه قد أنجز الشعب المصرى، إنجازات عظيمة سنحافظ عليها ولن نفرط فيها أبدا، لأنها ولدت من رحم المعاناة، مضيفا أنه فرض الشعب المصرى إرادته وسيادته، ومارس لأول مرة فى تاريخه الحديث، سلطته الكاملة فانتخب مجلسا للشعب ومجلسا للشورى، فى انتخابات حرة نزيهة، عكست تمثيلا حقيقيا لكافة أطياف المجتمع، واختار البرلمان المنتخب جمعية دستورية، وستستعين بكافة الخبراء فى كافة الاتجاهات ليأتى الدستور معبرا عن التوافق الوطنى، ومرسخا للدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، ومحافظا على قيم المجتمع، وحارسا للحريات الخاصة، وأشار إلى أنه سيقوم الدستور على الحق والقانون، مطلقا لحرية الفكر والتعبير والإبداع، وينقل مصر لمصاف الدول الحديثة التى يكون الحاكم فيها أجيرا للأمة عند الشعب. وقال “لقد وفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوعده وعهده الذى أخذه على نفسه، ألا يكون بديلا عن الإرادة الشعبية، وستعود المؤسسات المنتخبة لأداء دورها، ويعود الجيش المصرى العظيم ليتفرغ لمهمته فى حماية أمن وحدود الوطن. وأضاف أنه ستعمل القوات المسلحة مع باقى مؤسسات الدولة، فى إطار الدستور والقانون” موجها التحية لهم على ما بذلوه من جهد، وما تحملوه من عنت وما تكبدوه من مشاق”، وأشار إلى أن مصر مسئوليتنا جميعا، ومصر فى حاجة ماسة لكل يد تبنى، والأمم لا يمكن أن تحقق نهضتها إلا بجهد كل أبنائها، وسنتفتح الآفاق لتمكين المجتمع بكل مكوناته وتوسيع دور المجتمع المدنى. وقال “من موقعى أتعهد أن تقوم الدولة بكامل مسئولياتها تجاه المجتمع وأبناء مصر بالداخل والخارج، وأن تسهر على ما يخص أمنه واستقراره وسلامته، وأتعهد أن أبذل غاية وسعى لدعم وتفعيل مفهوم المواطنة بين المصريين جميعا”، وأضاف أننا بحاجة ماسة لإزالة الفوضى فى كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادى، ولابد أن نحقق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الأمن للمصريين. وأكد أن الشعب المصرى قادر على تقويم النظام الحاكم إذا حاد عن المسار، وأن الشعب الذى خرج فى ميادين الشهداء والتحرير وكل ميادين مصر، واستطاع إسقاط السلطة الظالمة وتقويم مسار السلطة بشكل سلمى ضارباً بذلك أروع النماذج فى رقابة الشعب على السلطة الحاكمة. وقال “إن الشعب اختارنى من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية، ودورها العظيم ولن يقبل الشعب الخروج عن هذه المسيرة، وأعاهد الله فى أن أبذل الجهد والطاقة فى الحفاظ على الدولة المصرية لتكون المؤسسات معبرة عن الشعب المصرى فى حماية مطالب الشعب المصرى”. وشدد على أنه من تمام المحافظة على سلامة الوطن وأراضيه الحفاظ على القوات المسلحة والسلطة والقضاء وأبناء الشعب، مضيفاً: “سوف أبذل كل جهدى لحماية حدود هذا الوطن، والحفاظ على الأمن القومى مع القوات المسلحة درع الوطن وسيفه.. درع الوطن وسيفه الذى يردع كل من تسول له نفسه المساس بمصر أو تهديد أمنه القومى”. وقال “أعاهد الله تعالى أن أحافظ على المؤسسة العسكرية جندا وقيادات، وأن أدعمها لتكون أقوى مما كانت ولتستمر راسخة وليكون هذا الشعب معها فى كل ما تملك، أعاهد الله أن يستكمل استقلال القضاء وأن يكون القانون هو الفيصل وأن يحصل كل مواطن على حقه”. وأكد أننا سنعمل على تفعيل منظومة العمل العربى المشترك فى إطار الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربى المشترك والسوقة العربية المشترك، مضيفا أن مصر إذا نهضت ينهض العرب جميعاً، وأن مصر فى عهدها الجديد لن تقبل بأى انتهاك للأمن القومى العربى وستكون فى صف السلام الشامل العادل وستقف قوية صلبة فى وجهة التحديات التى تواجهها. وقال “سنعمل معاً على تشجيع الاستثمار فى كل القطاعات واستعادة السياحة لدورها بما يعود بالخير على الاقتصاد المصرى، سنرسم معاً مستقبلاً زهراً لأودنا وشبابنا مسلمين ومسحيين، لتعود مصر عزيزة قوة لتستكمل أهداف ثورتنا، ونحقق معاً الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، أعاهدكم الله ألا أخون الله فيكم.. لن أخون أهلى وسأكون عند ظنكم وإرادتكم والله”.