عرفت مساء أمس، بلديات مختلفة على مستوى ولاية بومرداس، حركات احتجاجية نظمها مواطنو القرى والشباب البطال للمطالبة بتلبية حاجيات اجتماعية مختلفة. ففي قرية كدية 15 كيلومترا من بلدية تاورقة جنوب شرق بومرداس، نظم سكانها حركة احتجاجية للمطالبة بتوفير المياه الصالحة للشرب والاستفادة من برنامج السكن الريفي الذي لم يعرف النور بقرية كدية. المحتجون الذين قاموا بإغلاق البلدية منذ صبيحة أمس، عبروا عن معاناة حقيقية عاشوها طيلة عشريتين من الزمن، باعتبارهم لم يستفيدوا من أدنى المشاريع التنموية مثل قنوات صرف المياه الصالحة للشرب وهذا ما جعلهم يشربون من مياه الآبار والمستنقعات التي تعرف جفافا في فصل الصيف الذي يلجأون فيه لشراء المياه من الصهاريج بأثمان باهظة أو التنقل للقرى المجاورة، قاطعين كيلومترات على الأقدام للظفر ببرميل من المياه الصالحة للشرب. أما عن السكن فهم مقصون تماما يقول المحتجون فحتى برنامج السكن الريفي لم يستفيدوا منه رغم أنهم أودعوا ملفتهم منذ سنوات على مستوى دائرة دلس، إلا أنه لغاية اليوم لم يتلقوا جوابا مقنعا رغم أن ملفاتهم استوفت كل الشروط، وعليه فقد أكدوا أنهم لن تفتح بلدية تاورقة إلا بعد أن يتلقوا استجابة جادة لمطالبهم مع تصعيدهم للاحتجاج أمام مقر الولاية في حال تعنت السلطات.
وأما في بلدية سي مصطفى ببومرداس، فقد عرفت هي الأخرى حركة احتجاجاية نظمها شباب المستفيدون من عقود العمل المؤقتة وذلك بعد التأخر في دفع أجورهم منذ 3 أشهر على التوالي، هم أيضا رفعوا عدة شكاوى على مستوى المصالح المستخدمة، إلا أن هذه الأخيرة لم تلب طلبهم لغاية اليوم وما يزالون يتخبطون في معاناة حقيقية وهم يداومون في مناصب عملهم من دون أجر. وحسب الذين قاموا بقطع الطريق باستعمال العجلات المطاطية وجذوع الأشجار ليطالبوا بدفع أجورهم فورا منذ شهر جوان لغاية شهر أوت مع دفع أجرة لشهر سبتمبر في وقتها، محملين في السياق نفسه الإدارة بالتماطل في دفع أجور العمال المتعاقدين من ذوي الشهادات الجامعية والمهنية. وحسب بعض المحتجين الذين أكدوا أن كل الشباب من عائلات معوزة ولولا هذا لما قبلوا بالعمل طيلة يوم كامل بمبلغ لا يتجاوز 10 آلاف دينار، ليضاف مشكل عدم دفعها لهم في وقتها خاصة أن أغلبهم ينتظرون أجرتهم في آخر كل شهر لتلبية حاجياتهم، وعليه هددوا بتصعيد الاحتجاج في حالة عدم تلبية طلباتهم. من جهة أخرى، في بلدية يسر قام أول أمس العديد من مواطني من قرية غمراسة وونوغة بالاحتجاج للمرة الثانية على التوالي أمام مقر الدائرة للمطالبة بحافلات نقل المدرسي لأولادهم المتمدرسين في الطورين الثانوي والمتوسط الذين يعانون منذ سنوات للتنقل إلى مدينة يسر للالتحاق بمقاعد الدراسة على متن حافلات للخواص وغير المتوفرة بشكل كاف ناهيك عن مصاريف التي يتكبدها الأولياء خاصة بعد أن قام الناقلون برفع التسعيرة ورغم أنهم طالبوا بحقهم في النقل المدرسي إلى أن مطلبهم لا يزال مطروحا .