يسدل الستار اليوم على الألعاب الأولمبية الثلاثين في العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة جزائرية أقل ما يمكن القول عنها إنها ضعيفة، وكانت غلتها ميدالية ذهبية واحدة، حصدها مخلوفي توفيق في مسافة ال 1500 متر، وعدا ذلك لم تحظ الرياضة الجزائرية بأي تشريف آخر، رغم الأموال التي صرفتها الدولة على الرياضيين والتي فاقت قيمتها 50 مليار سنتيم، لا لشيء سوى لتحضير مختلف الرياضيين التسعة والثلاثين لهذا الموعد الرياضي الهام، من خلال برمجة تربصات عديدة في الخارج، لكن النتيجة كانت خارج التوقعات وسارت خارج السرب. وكان الغلاف المالي الذي خصص للرياضيين الجزائريين الأكبر منذ استقلال الجزائر، لكنهم سقطوا، خاصة الذين كانت تعلق عليهم آمال كبيرة، لا سيما في رياضتين الملاكمة والجيدو اللتين خيبتت الآمال ولم تقويا على التنافس في أكبر محفل رياضي عالمي، حيث كان الجميع ينتظر نتائج كبيرة خاصة في بعض الرياضات، لكن ذلك لم يحدث على الإطلاق. الجيدو والملاكمة تهاوت وألعاب القوى حفظت ماء الوجه بفضل مخلوفي وفي قراءة للمشاركة الجزائرية، يتبين لنا أن رياضتي الجيدو والملاكمة خيبتا الآمال، رغم أن الجميع كان ينتظر منهما ميداليات، خاصة وأن القفاز الجزائري تواجد في ألعاب لندن بثمانية ملاكمين وهو الرقم الذي يعتبر مرتفعا مقارنة بدورات أخرى، لكن ملاكمي النخبة الوطنية لم يقدروا حتى على الظفر بميدالية برونزية وهو ما ينطبق أيضا على الجيدو الجزائري وبالذات صوريا حداد التي علقت عليها آمال كبيرة، لا سيما وأن جميع رغباتها قد حققت بما في ذلك إعادة مدربها وتربصات خارجية لم تشفع للجزائرية بتشريف الألوان الوطنية. من ناحية ثانية، حفظ مخلوفي ماء وجه ألعاب القوى بفضل الإرادة الفولاذية التي كان يتحلى بها. كرة الطائرة سارت على نهج الفضائح والرياضات الأخرى في خانة السياحة وبعيدا عن الجيدو، الملاكمة وألعاب القوى، فإن الرياضات الأخرى توجهت بأموال الدولة إلى لندن من أجل السياحة، وعلى رأس القائمة كرة الطائرة النسوية التي سارت على نهج الفضائح التي سبقتها وخسرت جميع لقاءاتها في ألعاب لندن. في حين أن الرياضات الأخرى على غرار المصارعة، الألواح الشراعية، التايكوندو، الرمي، الى جانب رياضات أخرى كانت فيها النتائج ضعيفة وكانت مشاركة هؤلاء من أجل السياحة لا أكثر ولا أقل. ميدالية مخلوفي قد تدفع الوصاية لعدم محاسبة المسؤولين عن المهزلة بالمقابل من ذلك، كان الاستثناء الوحيد والخبر الجيد من قبل ابن سوق أهراس الذي جلب الميدالية الذهبية الوحيدة للجزائر منذ أولمبياد سيدني سنة 2000، ويبدو أن ذهبية مخلوفي ستكون الشماعة التي ستنقذ رؤوس بعض المسؤولين من المحاسبة بعد النتائج الكارثية، خاصة في بعض الرياضات التي كانت تعقد عليها آمال كبيرة على غرار الجيدو والملاكمة لما صرف على هاتين الرياضتين من أموال لتحضير رياضييهما. احتلال الجزائر المركز الخامس في الألعاب العربية كان ينذر بالكارثة من جهة ثانية لا تزال الرياضة الجزائرية في تدهور مستمر، وكانت البداية من الألعاب الإفريقية في مابوتو، وصولا الى الألعاب العربية بالدوحة التي احتلت فيها الجزائر الرتبة الخامسة بعدد 15 ميدالية ذهبية فقط، وهو نفس عدد ميداليات السباح التونسي ملولي، ما كان ينذر بالمهزلة في ألعاب لندن 2012. الجزائر بلد دون وزارة للشبيبة والرياضة ويبدو أن تواصل مهازل الرياضة الجزائرية سواء على مستوى النتائج أو حتى بما حدث لألعاب القوى بعد ثبوت تناول المنشطات، أو حادثة السرقة بالنسبة للاعبات كرة الطائرة، يحدث وسط صمت رهيب للوصاية التي لم تحرك ساكنا عندما احتلت الجزائر الرتبة الخامسة عربيا. عبد العزيز درواز يؤكد: «المشاركة محتشمة والرياضةفي الجزائر بحاجة لسياسة جديدة» قال عبد العزيز درواز، وزير الشبيبة والرياضة الأسبق، إن المشاركة في الألعاب الأولمبية كانت ضعيفة ولا يجب أن تغطي ميدالية مخلوفي على تلك النتائج التي لم تكن في المستوى بتاتا، بالرغم من الأموال التي صرفت في تحضيرهم، لكن بالمقابل يقول درواز الأمر يتعلق أيضا بالتخطيط على مستوى البرامج، حيث يجب إعداد برنامج طموح قادر على تخطي الأزمة والعمل مع الشباب في التكوين أكثر لأن المهم حسب درواز هو الإعداد الجيد قبل أي شيء آخر. كمال قمار أمين عام وزارة الشبيبة والرياضة «لا تجب المحاسبة من أجل المحاسبة» أكد كمال قمار أن وزارة الشبيبة والرياضة فخورة جدا بتتويج الجزائري توفيق مخلوفي بالميدالية الذهبية، وقال المعني في رده على سؤال حول النتائج التي حققتها النخبة الوطنية، إن الوصاية وضعت كل الإمكانيات اللازمة تحت تصرف الاتحاديات وأنها ستدرس المشاركة بدقة كبيرة والأسباب الحقيقية وراء فشل بعض الرياضات. وأشار المعني إلى أن الوصاية لها سياسة واضحة وهي عدم المحاسبة من أجل المحاسبة وفقط «من غير المستبعد أن نعاقب بعض الاتحاديات، لكن لا يجب أن لا نحاسب من أجل المحاسبة وفقط»، يقول كمال قمار. عمار بن يخلف صاحب فضية بكين: «نقص التركيز وتذبذب التحضير وراء المهزلة» قال عمار بن يخلف، صاحب فضية بكين الأخيرة، إن نقص التحضير وتذبذب التحضيرات بالنسبة لصوريا حداد كان وراء خروج الجيدو الجزائري من الدور الأول في منافسة الجيدو، رغم أن الآمال كانت معلقة عليها في ألعاب لندن. وقال عمار بن يخلف، يجب مراجعة البرامج التحضيرية للرياضيين الأولمبيين والوقوف على طلباتهم.. «المصارع يواجه العديد من المشاكل، خاصة في تحضيره وهو الأمر الذي يجب مراجعته وهو ما أظنه حدث للجزائريات في لندن»، يقول عمار بن يخلف.