في تصريح صادم لظاهرة اللحى الاصطناعية التي تصنع الأحداث هذه الأيام، لم يتردد وزير العدل المغربي، والذي يعتبر من القادة البارزين في حزب العدالة الإسلامي، في الإقرار لمواطني جلالة الملك بحقهم «الدستوري» في الإفطار في رمضان دون الخوف من أي عقوبة رسمية. فحسب الوزير الإسلامي، فإن لرعايا صاحب الجلالة كل الحق في الإفطار، وذلك طبعا في انتظار فتوى تبيح إلغاء رمضان نفسه إذا ما تعارض مع المصلحة «الملكية» العليا.. وفي غضبة من رئيس الوزراء المغربي على صحيفة مغربية أشارت إلى برودة العلاقة بين جلالة الملك و«حكومته» الإسلامية، اعتذر رئيس الوزراء مكذبا أي برودة مع «الملك»، فالوضع بين الطرفين «سمن على عسل» ومملكة أمير المؤمنين في ظل حكم الإسلاميين لا بؤس فيها إلا هذا اللمم من إشاعات «البرودة» التي تم ترويجها من أطراف و«طرائف» خارجية.. جارنا الملك، الذي يزايد على الآخرين بأنه صنع التحول الديمقراطي في مملكته دون أن تراق قطرة دم واحدة من عرشه، أثبت للعالم الآخر أنه أبدع له إسلاميين على مقاس «نعاله» الملكي، فالإسلاميون الذين لا يجدون حرجا في ترسيم «الإفطار» في رمضان بقرار حكومي، والإسلاميون الذين يسارع كبيرهم المغربي في تقديم اعتذار رسمي للملك ردا على مقال في صحيفة تكلم عن «الثلاجة» وقدرتها على التبريد، والإسلاميون الذين أقر وزير عدلهم أنه لا مانع من إلغاء تجريم العلاقات الجنسية خارج الزواج إذا ما وافق البرلمان على ذلك. هؤلاء الإسلاميون مجرد توابل «ملكية» لإسلام مؤمرك تم طهو رجاله على مقاس عرش جلالته، فما أتعس الأوطان بلحى على مقاس الملوك والرؤساء، وما أتفه التغيير الذي يصبح فيه الإسلام صفقة سياسية يقودها تجار القوم من ملتحين..!