استوردت الحكومة المغربية وبأمر من القصر الملكي، أكثر من 400 مصفحة أمريكية متخصصة في مكافحة المظاهرات و الاحتجاجات في الشوارع من نوع «لينكو بياركات» ذات الدفع الرباعي، حيث تسلمت الإدارة العامة للأمن الوطني المغربي ومفتشية القوات المساعدة التي تعرف في المغرب باسم «المخازنية» ثمانين مصفحة كدفعة أولى. وتستمد المصفحات الأمريكية التي اشتراها المغرب لإخماد الغضب الشعبي المتزايد 6.7 لتر،الذي يولد قوة حصانية تقدر ب 450 حصان، وبوزن يقترب من الأربعة أطنان، وسرعة قصوى تصل إلى 112 كم في الساعة، كما يمكن تزويدها بمعدات طبية ومعدات إطفاء الحرائق لتصبح جاهزة لمواجهة كافة أنواع الطوارئ المفاجئة. وعادة ما تستخدم هذه المركبات المصفحة في الولاياتالمتحدة في عمليات مكافحة الإرهاب، بينما تريد الحكومة المغربية الدفع بها لتفريق المظاهرات الاحتجاجية و ما تسميها أعمال الشغب التي يتسع نطاقها في جل المدن المغربية من حين لآخر. وتتوزع هذه المصفحات التي تستعمل في حوالي 40 دولة في العمليات الخاصة وتفريق الاحتجاجات والمسيرات، على خمسة أنواع متخصصة في نقل قوات التدخل، ونقل الأسلحة والذخيرة، والقيادة. وتعرضت عدة سيارات تابعة للشرطة المغربية لعمليات تخريب بينها إضرام نيران في اشتباكات شهدتها عدة مدن مغربية بينها الحسيمة وخريبكة، كما فقدت الشرطة المغربية سيارات بكاملها أثناء محاولتها تفريق متظاهرين بالقوة، وهو ما جعل السلطات المغربية تسارع غلى التعاقد مع شركة للمركبات المصفحة. وأضرم متظاهرون غاضبون النار في سيارتين لقوات الشرطة المغربية في منطقة بلعزيب وبآيت موسى وعمار، بعد اشتباكات شهدتها مدينة سيدي بوعياش شمال المغرب. ورغم أن المصفحات الجديدة التي وصلت إلى المغرب أظهرت فعاليتها في تفريق مظاهرات احتجاجية بالقوة في عدة دول، إلا أن ناشطين باتوا يعمدون إلى أضرام النار في إطارات سيارات، ثم يضعونها تحتها حتى تنتقل النيران إلى عجلات المصفحة فتلتهمها و بالتالي يتم تعطيل عملها بالكامل. من ناحية أخرى، لجأ المغرب إلى استيراد هذا النوع من السيارات، بعد تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية والمواجهات مع قوات التدخل السريع والقوات المساعدة بالعديد من المدن والقرى، فيما باشرت قوات الشرطة والقوات المساعدة «المخازنية» على التدرب على استخدام السيارات المصفحة من خلال ساحات تحاكي مظاهرة حقيقية. ويعتبر كثير من المغاربة، وفق تقرير لموقع «الدولية» الإخباري، أن «المخازنية» مجموعة من الرجال الأشداء الذين لا يعرفون سوى استخدام الهراوات المسلحين بها. واسم «المخازنية» مشتق من كلمة «المخزن» وهو الاسم الدارج للنخبة القوية داخل البلاط الملكي.