خلّفت المسيرات الاحتجاجية التي شارك فيها آلاف المغربيين في عدة مدن مغربية أول أمس الأحد خمسة قتلى و128 مصابا في أعقاب المواجهات التي اندلعت في ختام هذه المسيرات التي دعت إليها حركة تغيير أطلقت على نفسها اسم حركة 20 فيفري. وأكدت مصادر رسمية مغربية أن القتلى وجدوا متفحمين في بنك بمدينة الحسيمة في شمال البلاد مؤكدة أنهم قتلوا لدى اقتحام عدد من المتظاهرين لهذا البنك. وقال وزير الداخلية الطيب الشرقاوي إن تحقيقا فتح أمس لمعرفة ملابسات وظروف مقتل هؤلاء الأشخاص دون أن يحدد ما إذا كانوا من المتظاهرين أو مجرد زبائن للبنك لحظة الهجوم عليه. وقال أن قوات الشرطة ألقت القبض على 120 شخصا بتهمة الفوضى التي سادت عدة مدن مغربية بالإضافة إلى قصر تم تسليمهم إلى عائلاتهم في ختام تلك المسيرات السلمية. وشهدت عدة مدن مغربية بما فيها العاصمة الرباط والدار البيضاء اكبر مسيرات احتجاجية شارك فيها آلاف المغربيين رفعوا خلالها شعارات منادية بإدخال إصلاحات سياسية جذرية على نظام الحكم في المغرب وتحويله إلى مجرد مملكة دستورية يبقى فيها الملك رمزا ولا يحكم كما هو الحال في اسبانيا والمملكة المتحدة. وحاول وزير الداخلية المغربي أن يؤكد أن خروج هؤلاء للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية جاءت بفضل ''الديمقراطية'' وحرية التعبير التي يعرفها المغرب وهو التبرير الذي رفضه الداعون إلى هذه المسيرات وأكدوا أنهم خرجوا بفضل طرق التواصل الحديثة والتي اقتنع بها شباب خارج إطار النظم الممارسة السياسية التقليدية. وشهدت مدن طنجة وتيطوان ولعراش والحسيمة في شمال البلاد ومراكش وقلمين في الجنوب وفاس وسفرو في وسط البلاد اعنف المواجهات بين قوات الدرك والشرطة والمحتجين في ختام تلك المسيرات التي عرفت تجنيدا غير مسبوق بفصل مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية. وتم خلال تلك المواجهات اقتحام العديد من المؤسسات الرسمية وإحراق أخرى مثل البنوك ومحلات تجارية ضخمة وإضرام النيران في السيارات التي كانت متوقفة في مختلف الشوارع احتجاجا على طريقة تعامل قوات الأمن معهم. وقال ولد عياد المناضل الحقوقي المغربي من اجل حقوق الإنسان أن مشادات وقعت في مدينة فاس بعد أن فرقت الشرطة تظاهرة طالب المشاركون فيها بالتغيير السياسي في المغرب وبعد أن سعت قوات الشرطة الى منع سكان الأحياء من الالتحاق بالمتظاهرين. وقال ولد عياد الممثل المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن حوالي 10 آلاف شخص شاركوا في مسيرة سلمية من اجل الديمقراطية والعدالة وحياة كريمة.