قال ملك المغرب، محمد السادس ، أنه لن يذعن "للديماغوجية والارتجال" بعد يوم من احتجاج آلاف المغاربة الذين طالبوا بأن يتخلى عن بعض سلطاته لحكومة جديدة منتخبة وديمقراطية. وقال الملك بعد أن رأس احتفالا بتعيين أعضاء مجلس اقتصادي واجتماعي انه يريد إصلاحات "لا رجعة فيها" ولكن لا بد صياغتها بالتوافق مع "النموذج المغربي". والنظام المغربي، كما هو معروف يعود للقرون الوسطى، ولا زال يحكم من طرف القصر وفق أعراف وقوانين تعود للقرن السابع عشر أو السادس عشر، حيث يتمتع الملك بكل السلطات والصلاحيات، في حين يعتبر المغاربة مجرد "رعايا أوفياء" للملك وليسوا مواطنين. و أضاف العاهل المغربي في كلمة بثتها وكالة المغرب العربي للأنباء "عندما نتولى اليوم إعطاء انطلاقة هذا المجلس فلأن حرصنا الدائم على نبذ الديماغوجية والارتجال في ترسيخ نموذجنا الديمقراطي التنموي المتميز". وقال معلقون سياسيون إن مطالب الإصلاح الدستوري كانت هنا وهناك لعقود ولكن هذه هي المرة الأولى التي تتبناها مجموعة واسعة من المغاربة من الشبان إلى اليساريين إلى الإسلاميين والأمازي، والذين خرجوا بالآلاف في أزيد من 53 قرية ومدينة حسب المصادر الرسمية المغربية. وعرفت أزيد من 53 قرية ومدينة مغربية مظاهرات يطالب المشاركون فيها بالتغيير وحقوقهم المنتهبة والمنتهكة من طرف النظام القروسطي المغربي، وهو ما جاء تبعا لمطالب وحملات أطلقتها عدة حركات اجتماعية مغربية وعلى رأسها "شباب 20 فبراير". وأكدت عدة مصادر إعلامية دولية وعربية، وعلى رأسها رويترز، والشرق الأوسط، وغيرها أن العديد من المدن المغربية، شهدت خروج آلاف المغاربة للاحتجاج على تردي الأوضاع والمطالبة بتغيير النظام في المغرب. وأفاد بيان لحركة 20 فبراير أن عدد المتظاهرين بلغ 139.000 متظاهر في العموم، حيث قدر نفس البيان عدد المتظاهرين في الرباط بنحو 20.000، وفي الدارالبيضاء بحوالي 10.000 شخص، ونفس العدد تظاهر في مدينة إنزكان 10.000 بينما لم يتجاوز عدد المتظاهرين في أغادير 5000 شخص. وفي مدينة الحسيمة المغربية تحدى المتظاهرون ظروف الطقس البارد والممطر حيث قدر عددهم بنحو 30.000 شخص، بينما بلغ عدد المتظاهرين بمراكش أكثر من 20.000 متظاهر، في حين تظاهر 5000 شخص في وجدة، و2500 شخص بالجديدة وأكثر من 5000 شخص بفاس. وردد المتظاهرون شعارات من قبيل "إسقاط النظام"، "الشعب يريد التغيير" و"الشعب يريد إسقاط الفساد" وشعارات لحل البرلمان والحكومة. ولم يتجاوز المتظاهرون ال4000 متظاهر في الدارالبيضاء، حيث اعتبر المنظمون للمظاهرات أن "ترهيب الدولة هو الذي جعل البيضاويين يمكثون في منازلهم". وكشفت الصحف المغربية "أن النظام المغربي قطع القطارات الرابطة بين الدارالبيضاءوالرباط كما توقفت حركة الحافلات، وتعرف الساحات إنزالا أمنيا، وقال بعض قيادي حركة "حركة 20 فبراير" إن الأمن منع التحاق المواطنين بالمسيرة. وأفادت الصحف المغربية أن مدينة مدينة إمزورن بإقليم الحسيمة عرفت مواجهات "عنيفة" بين قوات الأمن والمتظاهرين، ملاحظة تواجد وحدات من الجيش بالشوارع. وأفادت ذات المصادر بأن سيارات الشرطة دهست مواطنا وأردته قتيلا، فيما يسمع دوي إطلاق الرصاص الحي وصفارات سيارات الإسعاف، واستعملت قوات الامن المغربية خلال هذه المواجهات، الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وكان خمسة أشخاص قد قتلوا حرقا وأصيب 128 آخرون بجروح خلال المظاهرات التي نظمت يوم الأحد، في حين تم اعتقال أزيد من 120 آخرين، حسب ما أعلنه وزير الداخلية المغربي، الطيب الشرقاوي. وفي تصريحه للصحافة أكد وزير الداخلية المغربي أنه تم العثور على الجثث المتفحمة للأشخاص الخمسة بإحدى الوكالات البنكية التي أحرقت بمدينة الحسيمة، مبرزا ألحاق أضرار ب33 مؤسسة و بناية عمومية و 24 وكالة بنكية و 50 متجرا وبناية خاصة و 66 سيارة وكذا دراجتين ناريتين، حسب قوله.