تشير توقعات مصادر نقابية داخل قطاع التربية في عدد من ولايات الغرب الجزائري على غرار ولاية وهران، إلى أن العديد من المؤسسات التعليمية ستفتتح أبوابها مع الدخول المدرسي المقبل على وقع حالة من الاكتظاظ الشديد خاصة على مستوى مناطق الضغط المعروفة والمتمركزة في نواحي بلديات بئر الجير والسانيا وسيدي الشحمي، حيث لا يستبعد أن يتجاوز معدل الفوج الواحد ال40 تلميذا داخل القسم. وتؤسس الجهات ذاتها احتمالاتها هذه استنادا إلى واقع حال الهياكل التربوية وكذا المعطيات المسجلة حول ارتفاع نسب الفوز في آخر امتحانات نهائية أجريت على مستوى الطورين الابتدائي والمتوسط في ختام موسم 2009/2010، حيث أوضحت أن الأمر يبقى معقدا أكثر بالنسبة لثانويات عبد القادر الياجوري، مصطفى هدام، أسامة بن زيد، عمر المختار، الرائد فراج، الخوارزمي، الشهيد محمود، قاصدي مرباح، ومؤسسة محمد بن عثمان الكبير التي يصل فيها عدد التلاميذ إلى 57 تلميذا في القسم، على غرار ثانوية النجمة وفلاوسن، وذلك على اعتبار أن مواقعها وسط الكثافة السكانية المتزايدة ومحدودية أو انعدام الأوعية العقارية التابعة للقطاع من أجل إقامة هياكل تربوية في مقدورها التخفيف من حدة الضغط المفروض عليها يعتبران من أهم العوامل التي تبقيها تعاني من حالة التشبع إلى ما يفوق طاقة الاستيعاب التربوية. فيما يفسر البعض الأمر بسوء برمجة في توزيع الخريطة التربوية على مستوى المناطق التي تتواجد فيها المؤسسات المذكورة، حيث يرون أن توجيه التلاميذ الناجحين في امتحانات التعليم المتوسط من الإكماليات نحو الثانويات لا يزال إداريا يتم بطريقة غير مدروسة، ويخضع لمنطق التحويل نحو أقرب مؤسسة حتى مع بلوغ هذه الأخيرة مرحلة الانفجار، مؤكدين أنه لم يعد مقبولا على الإطلاق أن تتواصل نفس سيناريوهات المواسم السابقة وحتى أكثر بالنظر إلى خصوصية نسب النجاح الكبيرة المحققة في امتحانات دورة جوان 2012 مع ثانوية الرائد فراج على سبيل المثال التي تعد المؤسسة اليتيمة التي تنفرد بها المنطقة في وجود أكثر من 1400 تلميذ يحشرون فيها سنويا، ولا يمكنها وسط هذه الظروف سوى أن تكون محضنا للتلاميذ أكثر من تأدية دورها في التحصيل العلمي والتربوي المتوازن على الأقل لفائدتهم. كما أشار هؤلاء أيضا إلى تسجيل ارتفاع درجة الغليان وسط الأساتذة العاملين داخل هذه المؤسسات مع مطلع كل دخول مدرسي، حيث بلغ الأمر استقبال مدرّسي وحتى تلاميذ بعض الثانويات في وهران الموسم الماضي بحركات احتجاجية للفت أنظار المسؤولين حول ظروف التدريس والتمدرس «غير البيداغوجية»، وحدث ذلك على مستوى ثانوية مصطفى هدام، عبد القادر الياجوري، وأيضا مؤسسة أسامة بن زيد التي رفض التلاميذ فيها الدخول إلى أقسام الدراسة إلى حين تعيين أساتذة بعض المواد الأساسية التي تحولت أوقاتها إلى ساعات فراغ نتيجة عزوف مؤطرين عن الالتحاق للعمل في الثانوية المذكورة التي تعرف ضغطا في عدد المتمدرسين لا يساعد لا على التركيز ولا على الاستيعاب. والأمر نفسه يطرح على مستوى العديد من المتوسطات، خاصة الواقعة منها على حزام وهران مثل حي النجمة (شطيبو)، وكذا على مستوى مناطق التوسعات العمرانية الجديدة في حي الصباح والنور، حيث تتراوح معدلات الأفواج التربوية عموما بين 39 و42 تلميذا في قاعة الدرس الواحدة.