طالبت فرنسا وإيطاليا بعقد جلسة طارئة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة المزيد من سبل تصدي الاتحاد الأوروبي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ودعت باريس وروما في خطاب مشترك لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس، بمدينة بافوس القبرصية، لإجراء «مناقشات بناءة حول دور وتصرف الاتحاد الأوروبي في سوريا». وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الإيطالي جوليو تيرسي في الخطاب إلى «الأهمية المتزايدة للمعارضة المسلحة والفصائل المحلية» في الحرب الأهلية بسوريا. وجاءت دعوة باريس وروما بعد تأكيد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل يومين في لندن أنه «على اتفاق تام» مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن تسريع العملية الانتقالية السياسية في سوريا و«مساعدة المعارضة على تشكيل حكومة»، مضيفا «لدينا مهمة لمساعدة المعارضة السورية بأي طريقة ممكنة». وجاءت تصريحات هولاند بعد ساعات من نقل وكالة «رويترز» عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس بدأت مساعدة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا، حتى تستطيع هذه «المناطق المحررة» إدارة نفسها بنفسها، مشيرا إلى أن فرنسا تدرس تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات الحكومة. وفي الأثناء، نفى الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن أمس، أن تكون لدى الحلف أي نية للقيام بتدخل عسكري في سوريا، معتبرا أن التسوية السياسية هي الخيار الأفضل. ونقلت قناة تلفزيونية روسية عن راسموسن قوله، في خطاب ألقاه بالأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذربيجانية باكو، إنه ضد اعتبار أحداث ليبيا وسوريا متشابهة. وأضاف أن أحداث ليبيا وسوريا مختلفة، مشيرا إلى أن الحلف كان يملك تفويضا واضحا من الأممالمتحدة في الحرب الليبية، بالإضافة إلى مساندة بلدان المنطقة من أجل حماية سكان ليبيا. ورفض الرئيس الروسي مجددا الاتهامات التي توجه إلى بلاده بشأن تأمينها مظلة للرئيس الأسد من خلال استخدامها مع الصين حق النقض ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي، لمنع صدور قرارات تدين نظامه أو تهدده بعقوبات. كما انتقد السفير الألماني لدى الأممالمتحدة -رئيس مجلس الأمن في سبتمبر الجاري- بيتر فيتيش تردد المنظمة الدولية بشأن حسم الأزمة السورية. وقال إن «ثمن اختلافنا يدفعه المدنيون». من ناحية أخرى، اعتبرت دمشق أن تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة حول الأزمة السورية «قضت» على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال إقليمية تهدف لإيجاد حل للنزاع الدائر في سوريا، محملة إياه مسؤولية «سفك الدم السوري». وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري إن «سوريا تنظر إيجابيا إلى أي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الأزمة وإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سوريا». وفي تطورات الوضع ميدانيا، وقعت 3 انفجارات أمس في العاصمة السورية دمشق، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 92 قتيلاً بنيران قوات النظام السوري في مناطق مختلفة من البلاد، تزامنا مع دعوات لمظاهرات بشعار «حمص تناديكم»، تضامنا مع المدينة المحاصرة منذ أشهر.