تمخضت عملية دراسة الطعون المقدمة في مسابقات التوظيف بمديرية التربية بالجلفة، والتي تجاوزها عددها 1000 طعن، وولدت في النهاية في «فضائح» من العيار الثقيل، بينت أن لجنة دراسة وانتقاء الملفات كانت في واد ومجريات المسابقة ونتائجها النهائية في واد آخر، تفصلهم «وديان عدة». بينت للمرة «نون»، أن حجم التلاعب والاستهتار بملفات «الخلق» والمرشحين لا يزال سيد أروقة المديرية المذكورة، بدليل أن هناك من أُعطيت لهم علامة 3 نقاط ليجدوا أنفسهم بعد عملية الطعن متحصلين على 13 نقطة، أي أن 10 نقاط، كانت «ضائعة» بين الملفات وعدم التمحيص الدقيق للملفات، والأكثر إثارة في القضية أن هناك 520 طعنا وجد مؤسسا بالكامل من أصل 1000 طعن المودعة، زيادة على إعادة تنقيط 94 مترشحا «راسبا» من جديد، تشير بشأنهم مصادر موثوقة تحدثت ل «البلاد»، إلى أن نتائجهم النهائية أكبر وتفوق مترشحين ناجحين تصدروا قوائم الناجحين الرسمية، كما أن هناك مرشحين راسبين من أصل 520 طاعنا في النتائج تحصلوا على تنقيط يؤهلم للنجاح، لكنهم في النهاية وجدوا أنفسهم «خارج حسابات المسابقة» بالرغم من أن طعونهم مؤسسة. وأضافت المصادر أن 94 مترشحا أُعيد تنقيطهم من جديد، أضحت لهم أولوية التوظيف بل منهم من وظف مع الدخول المدرسي في المناصب الشاغرة والخارجة عن نطاق المناصب المفتوحة في المسابقة، على حساب قوائم الناجحين الاحتياطيين والذين أعلنوها «ثورة» على مديرية التربية ومصلحة الدراسة بالخصوص، مع العلم أن هؤلاء الناجحين الاحتياطيين وبعد أن تم «تجاوزهم» في التوظيف عن طريق توظيف من كانوا «راسبين» في المناصب الشاغرة، من دون المساس بقوائم الناجحين في المسابقة المفتوحة، أضحوا يحجون كل يوم إلى مصلحة الدراسة والتي تحيلهم إلى لجنة الدراسة، فيما تعيدهم هذه الأخيرة إلى المصلحة الأولى، في تضارب مفضوح وتقاذف وعدم تحمل المسؤولية حسبهم. وتساءل متابعون لمجريات مسابقة التوظيف الأخيرة بمديرية، كيف يتم فتح باب الطعون من دون المساس وتغيير القائمة النهائية للناجحين، وما الداعي إلى الطعون من الأساس إذا كان الأمر فقط انتهى عن كلمة «طعن مؤسس» من دون إرجاع الحق المهضوم؟، وكيف تم «القفز» على قائمة الاحتياطيين لتعيد مديرية التربية توظيف من كان راسبا في مناصب أخرى وما الداعي أصلا إلى هذه القائمة الاحتياطية التي لم يتم العمل بها؟ زيادة على معنى أن يكون هناك 520 طعنا مؤسسا من أصل أكثر من 1000 طعن مودع، من دون احتساب الذين فضلوا عدم إيداع طعونهم. الأسئلة المطروحة سابقا، تم تداولها على نقاط واسع من قبل مترشحين ومتابعين، وخرجوا بنتيجة واحدة، أن دراسة ملفات المتقدمين للمسابقة، لم تكن في المستوى ولم تكن وفق المعطيات المطلوبة، إضافة إلى عدم النزاهة في معالجتها، مما جعل نتائجها النهائية، تنتهي إلى فضائح كارثية و«خالوطة» كبيرة، الناجح فيها راسب والراسب فيها ناجح وطاعن طعنه مؤسس وهو خاسر، والمطعون فيه ناجح رغم الطعون المؤسسة.