يمكن لبنات حواء أن يفاخرن بخواء المساواة الذي كفله لهن الدستور فأصبحن بنعمته حرات ومتساويات مع ذلك الكائن الخشن الذي استعبدهن في صغرهن كأب وفي شبابهن كأخ وفي بلوغهن كزوج. فالآن لا خوف على مستقبل المرأة، فبناتنا نلن حرية القرار وحرية الفرار من سلطة الدار والدوار، والقانون المبجل يتعامل مع من يتطاول على بناته بصرامة فيها من الحنان على حواء ما فيها من القسوة على الجلاد الذي غالبا ما يكون أبا أو أخا تعدى على حق الأنثى في إختيار عشيق شارعها.. كثيرة هي حالات الآباء والإخوة وحتى الأمهات ممن وجدوا أنفسهم متابعين بتهمة القهر لابنة مراهقة حررها القانون فأراد ذووها استعبادها بمنعها عن حرية الشارع، وكثيرا ما بصق وبصم الأهل ''الذكورب في مراكز الشرطة على تعهدات تلزمهم بألا يتعرضوا لحرية مؤنثة كفلها القانون للتي ساوى بين سهرها وسهر أخيها خارج الدار والدوار! بولاية تبسة العريقة تمكنت مصالح الأمن من تحرير رجل ''بشلاغمو'' من أيدي ثلاث فتيات لا يتجاوز سنهن الثلاثة والعشرين، كن قد أشهرن في وجه ''الضحية'' خناجر للاستيلاء على منحته. وبولاية مستغانم تعرض مواطن إلى غارة ليلية من طرف فتاتين تربصتا به في شارع ضيق لتجرداه من ممتلكاته بعدما قامتا بطعنه، والنتيجة كما ترون وكما أرى إنهن حرات.. وإنها المساواة التي مكنت الجنس اللطيف من حجز ''كوطة'' له في السياسة وفي ''الإجرام'' كذلك!