عاني الموطن بعاصمة التيتري في هذا الصيف الحار الأمرّين رغم كل المجهودات المبذولة في كل الجوانب الإنمائية. فبالإضافة إلى تداعيات مشكل الحرائق الذي لا حقها منذ أسابيع جراء لهيب الغابات المحيطة بعاصمة الولاية لسبب أو لآخر إلى حد النقمة من العيش والهربة نحو شواطئ العاصمة أو تيبازة القريبتين، فإن الزائر لوسط هذه المدينة بداية هذا الأسبوع يلاحظ جليا الطوابير البشرية بمقر بريد ساحة أول ماي أو خارجه من طالبات منح 3000دج من قبل العجائز والأرامل والمطلقات والمعاقات والمصابات بأمراض مزمنة بسبب اقتصار عملية الإفراج عن هذه المنحة المقدر مبلغها الإجمالي شهريا لهذه الفئات الهشة نحو3.1 مليار سنتيم . وإن كان هذا المظهر من الطوابير المشين والمثقل لكاهل المواطن الذي يرده البعض إلى حالات مرضية غير مستعصية لكونها عابرة، فإن هذا المواطن الذي يقصد مركز الدفع التابع لصندوق الضمان الاجتماعي بالقرب من حي بوزيان من أجل دفع وصفاته وتحصيل حقوقه يجد المصير نفسه بسبب توفير شباك وحيد من قبل الإدارة رغم تعاملها مع زبائنها بطريقة عصرية، إلا أن بقاء المؤمن أو المصاب بالمرض المزمن على الأريكة لأكثر من نصف ساعة بقصد دفع وصفة أو وصفات دون تفسير يبقى في نظره نقطة سوداء على حساب قطاع الضمان الاجتماعي خصوصا وأنه على مقربة من شباك خاص بمصلحة أمنية دون معاملته بالمثل، لاسيما أن هذا القطاع أضحى يسارع إلى تطبيق نظام بطاقة الشفاء للقضاء على مثل هذه المظاهر غير الإنسانية وغير المبررة في وقت تسعى فيه الإدارة إلى تخفيف العبء عن المواطن كهدف إستراتيجي. من جهة أخرى، يجبر المسافر بهذه المدينة أو القادم من ضواحيها أو من الولايات المجاورة نحو ولاية البليدة أو العاصمة يوميا أخذ رحلة شاقة عبر الحافلات القديمة من نوع سوناكوم العديدة والمتعددة لعدم السماح لمركبات أقل عددا، في وقت باتت فيه خدمة النقل مطالبة بالتحسين كما ونوعا كما هو جارٍ في خطوط ولايات أخرى في ظل انفتاح سوق النقل. وبين هذا وذاك، لا يزال المواطن بمختلف مستوياته بهذه الولاية وبعاصمتها يجري وراء الماء العذب في سيناريو حمل البيدون البلاستيكي الجريكان 5 أو10 ل رغم ما تختزنه هذه الولاية من ثروة مائية هائلة صالحة للشرب وعلاجية بدليل فتح عشرات الحنفيات من قبل أصحاب الآبار لعامة السكان كبديل عن المياه التي تصل الحنفيات يوما بعد يوم في أحسن حال.