لقيت مهاجرة جزائرية مصرعها بمدينة «كان» الفرنسية في نهاية الأسبوع الماضي بعد تعرضها لطلق ناري على مستوى الرأس، فيما أصيب سائق السيارة بجروح بالغة الخطورة خضع لعملية جراحية. وقد أوقفت الشرطة راكبين واقتادتهما الى مركز الشرطة. وحسب المصادر فإن الحادثة وقعت على الساعة الثالثة صباحا قبالة قصر المعارض وسط مدينة «كان» عندما تعمدت السيارة التي كانت تقل أربعة أشخاص بينهم جزائرية تبلغ من العمر 19 سنة، صدم سيارة دورية أمنية كانت تجوب شوارع وسط المدينة. وقد أسفر الحادث عن وفاة شرطيين وإصابة آخر بجروح متفاوتة الخطورة. وفي الوقت الذي وجهت فيه عناصر الشرطة على متن سيارة أخرى إشارات تحذير لإرغام سيارة المتهمين على التوقف والمثول لأمر أمني، رفض سائق السيارة التوقف بل زاد في السرعة الأمر الذي دفع بالشرطة الى ملاحقة السيارة وإطلاق النار عليها مما تسبب في مقتل الفتاة التي تنحدر من ولاية الشلف، وإصابة سائق المركبة بجروح بالغة الخطورة، بينما تم اقتياد راكبين بينهما فتاة فرنسية الى مركز الشرطة بمنطقة «كان ألب» بقلب مدينة كان. وقد وصفت الضابطة دومينيك كلار مالمانش بشرطة كان الحادثة بالجريمة وأن سائق السيارة كان محل بحث أمني واسع من قبل الشرطة، كما أن الجزائرية الصريعة «ع ب« التي كانت بمعية شخصين سبق أن ارتكبت جريمة قتل في بلدها الأصلي حسب التحريات الأولية التي توصلت اليها شرطة «كان» الفرنسية. وتشير المصادر الى أن الفتاة الجزائرية اصيبت بعيار ناري في الرأس وأنها لفظت أنفاسها في عين المكان. وقد تباينت الآراء والمعلومات حول دوافع الحادثة بعدما أكد المدعي العام لمحكمة «كان» قراس ميشال كالي أن الحادثة وقعت نتيجة سلوك غير عقلاني لسائق المركبة لرفضه الامتثال لأوامر أمنية بالتوقف لفحص وثائقه. ويبدو أن الأحداث تسارعت في واسترسلت تقارير رسمية في توجيه التهم الى الجزائرية الصريعة التي نقل جثمانها امس الى مسقط رأسها بولاية الشلف، حيث ووريت التراب بحضور أهاليها وجمع من سكان مدينة بوقادير، وتتمسك الشرطة بمحضرها القائم على اتهام الصريعة بإدمان على المخدرات والخمور بمعية مرافقيها في محاولة لتمييع الشكوى التي قيدتها عائلة الضحية ضد الشرطة باستعمال سلاح ناري بغير وجه حق، كما لم يرضها موقف المدعي العام ووصفته بالغامض والحاقد على الهوية الجزائرية، لحظة إعلانه أن الجزائرية كانت تحت تأثير الكحول وأن هذا يمكن أن يشكل ذريعة لتصرفات غير عادية لركاب المركبة. كما دافع محامي سائق المركبة عن هذا الأخير وأرجأ الحديث عن وقائع القضية الى حين التأكد من الشفاء التام للمتهم الأول في القضية.