لم يصدر عن مجلس الحكومة المصغر المجتمع، أول أمس، أي قرار بشأن منع المواطنين من زيارة البقاع المقدسة هذا الموسم، بسبب استفحال وباء أنفلونزا الخنازير في البلدان العربية والإسلامية، والسعودية على وجه الخصوص، ولم تستثن الحكومة أي حاج من أداء الفريضة هذا العام ماعدا المصابين بأمراض مزمنة كالقصور الكلوي، السكري، القلب وأمراض مزمنة أخرى. وخرج الاجتماع الحكومي الذي انعقد الثلاثاء المنصرم مسلطا الضوء في أجندته على قطاع الحج والعمرة، بجملة إجراءات صارمة وتدابير جديدة اتخذت في هذا المجال وتقضي بعدم منع الجزائريين من أداء فريضة الحج تحديدا المسنين منهم، أو التقليص من العدد على عكس بلدان إسلامية وعربية، لكن في المقابل تضمن لهم التكفل الحسن بالمعتمرين والعناية التامة للعودة سالمين إلى أرض الوطن بعد أداء المناسك. وتأتي هذه الإجراءات المتخذة من طرف الجهات الوصية بشأن موسم الحج لهذا العام، تأكيدا لما تم تناوله مؤخرا من طرف هذه الجهات بشأن الجدل الدائر في الساحة الوطنية والعربية حول السماح أو عدم السماح للحجاج بزيارة البقاع المقدسة، بسبب تزايد الإصابات بأنفلونزا (آ آش1 آن1) والخوف من نقلهم للعدوى، حيث أكد كل من وزير الشؤون الدينية، إلى جانب وزير الصحة، على عدم إلغاء موسم الحج لهذا العام وإنما يصاحب أداء هذه الفريضة إجراءات وقائية ضرورية لتفادي الأخطار. وكشف بوعبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف في تصريح سابق، أن بعثات طبية سترافق المعتمرين يصل تعدادها إلى 120 طبيبا، موضحا أن الجزائر لم تتلق أي توصيات مكتوبة من قبل السلطات السعودية لمنع كبار السن من الحج، مشيرا إلى أن الديوان الوطني للحج والعمرة في الجزائر كان سباقا لتشديد الإجراءات الصحية والرقابة الطبية لمنع الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة. هذا و زودت وزارة الصحة، الديوان الوطني للحج والعمرة ب4 ملايين قناع واق لإجبار كل حاج جزائري على ارتدائه أثناء تأديته لمناسكه. كما سطرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في ذات السياق برنامجا تحسيسيا بخطورة وباء أنفلونزا الخنازير يعمل على تجسيده مرشدون دينيون في المساجد خلال شهر رمضان المبارك. كم سيتم إشراك مختلف وسائل الإعلام في هذه العملية، لا سيما الإذاعة الوطنية بكل محطاتها الجهوية.. وفي الوقت الذي تؤكد أن الجزائر تعمل في إطار تعاون تام مع وزارة الحج السعودية والدفاع المدني للمملكة، فالجزائر تعتبر توصيات اجتماع وزراء الصحة العرب المنعقد مؤخرا و الذي منع بموجبه المسنين الأكثر من 65 سنة من الحج، اعتبرته الجزائر غير ملزم لها. و جاء على لسان المسؤولين على القطاع، أن قرار منع هذه الفئة من أداء مناسك الحج يعد إجحافا في حقهم سواء كان الحاج من الجزائر أو من أي دولة عربية وإسلامية أخر،. وهذا يعني أن الجزائر تعارض توجيهات الساهرين على موسم الحج في السعودية وترفض التنازل عن حصتها المتفق عليها بين الطرفين.