أعلن المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة السيد بربارة الشيخ أن وفدا طبيا جزائريا سيتنقل إلى البقاع المقدسة غدا الخميس لمرافقة المعتمرين الجزائريين خلال شهر رمضان، والمقدر عددهم ما بين 14 و17 ألف معتمر، وذكر بأن السلطات الجزائرية لم تتخذ أية خطوة قد تؤدي إلى إلغاء الحج هذه السنة، غير أنه أكد استعدادها لمواجهة أي طارئ في حال استفحال انتشار وباء أنفلونزا الخنازير. وأشار السيد بربارة أمس الى أن الوفد الطبي سيتنقل الى مكةالمكرمة والمدينة المنورة لضمان الرعاية الصحية للمعتمرين، وفق خارطة طريق تم إعدادها مسبقا من طرف جميع الهيئات المعنية بتنظيم العملية وبخاصة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التي ترافق العملية في ظل تنامي مخاوف الإصابة بوباء أنفلونزا الخنازير، وان وفدا طبيا آخر سيتنقل في الخامس سبتمبر القادم في إطار نفس المهمة. وتحدث المدير العام للديوان الوطني للحج لدى نزوله ضيفا على حصة "نقاط على الحروف" للإذاعة الدولية عن لقاء جمعه أول أمس مع الوفد الطبي لتنظيم عملية المراقبة الصحية للمعتمرين أثناء أدائهم لمناسك العمرة، وأشار الى أنه الى غاية الآن لم تسجل أية حالة إصابة في صفوف المعتمرين، ويقدر عدد الذين زاروا البقاع المقدسة منذ شهر جانفي الماضي 105 آلاف. وحسب السيد بربارة فإن البعثة الطبية تتوفر على الأدوية المخصصة لعلاج مرض أنفلونزا الخنازير، وان هؤلاء سيستفيدون من لقاح قبلي حول الزكام العادي، موضحا أن الفرقة الطبية الجزائرية تعد من أحسن الفرق بشهادة السلطات السعودية. وبخصوص موسم الحج والتحضيرات الجارية على مستوى الديوان والسلطات العليا للبلاد التي تتابع الملف باهتمام حسب السيد بربارة، فإنه تم اتخاذ جميع الترتيبات من الناحية التنظيمية او الوقائية لمواجهة وباء أنفلونزا الخنازير، وأوضح أن الجزائر لا يمكنها أن تخضع لتوصيات اجتماع وزراء الصحة العرب المجتمعين الشهر الماضي بدعوة من المكتب الإقليمي التابع لمنظمة الصحة العربية بمنع المسنين والأطفال من أداء مناسك الحج وقال "السلطات الجزائرية لا تخضع سوى لقرارات المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، وستأخذ بعين الاعتبار التوصيات الصادرة عن وزارة الصحة للمملكة العربية السعودية". وفي الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن كيفية منع تسرب المصابين بالأمراض المزمنة الى قائمة الحجاج لهذه السنة، أبدى المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة صرامة كبيرة في التعامل مع هذا الملف، من منطلق انه لا يجب أن يكون الحاج "عالة على الفرقة الطبية وأعضاء الوفد الجزائري، أو يضطر الى مغادرة البقاع المقدسة قبل إتمام مناسك الحج"، واكد السيد بربارة الشيخ أن اللجان الطبية الولائية ستسلم في الايام القليلة القادمة تقاريرها بخصوص الحالة الصحية للحجاج الذين فازوا في القرعة وانه سيتم اقصاء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة مثل القصور الكلوي. ورفض في هذا السياق الكشف عن إحصائيات أولية حول عملية تطهير القوائم، واكتفى بالقول أن الأمور تجري في ظروف عادية وان الديوان سيتعامل بحزم مع هذا الامر حتى لا تتكرر التجارب السابقة "عندما وجد الوفد الجزائري نفسه مضطرا لإجلاء بعض الحجاج كونهم مصابين بأمراض مزمنة ولم يكن باستطاعتهم إتمام مناسك الحج"، وأشار في هذا السياق الى أن أداء فريضة الحج "لمن استطاع إليه سبيلا" ماليا وصحيا، وقدم مثالا عن سيدتين تنقلتا الى البقاع المقدسة السنة الماضية وهما حاملتان في شهرهما الثامن وان واحدة منهما وضعت في مكة طفلة سمتها "مكية". ودعا في هذا السياق الى الابتعاد عن المحاباة والمجاملات مادام الأمر يتعلق بأداء فريضة من اجل التقرب الى اللّه. وفي نفس المنظور اكد أن الديوان لن يسمح من الآن فصاعدا أن يحج مواطن جزائري كل سنة وان الاولوية تكمن في فسح المجال لمن لم يؤد تلك الفريضة من قبل . وتوعد الأطباء الذين يقومون بتزوير الوثائق الطبية للحاج بمتابعة من طرف السلطات العمومية التي لن تتساهل مع مثل هذه الحالات، خاصة وأن غالبية الحجاج الجزائريين هم من كبار السن في ظل هيمنة ثقافة شعبية تقوم على منطق "لماذا تؤدي مناسك الحج؟ ما زلت صغيرا!"، وأضاف أن قضية صحة الحجاج تعد أولوية بالنسبة للديوان وانه لا يجب التساهل في هذه المسألة "حتى لا تتهم السلطات العمومية بالتقصير في حق الحجاج وعدم تمكينهم من الرعاية الصحية اللازمة". وأعلن ضيف الإذاعة الدولية عن إطلاق حملة توعية ابتداء من الأسبوع المقبل من شهر رمضان موجهة للحجيج الجزائريين عبر الإذاعة والتلفزيون لتحسيسهم بضوابط ممارسة هذه العبادة. ولم يستبعد بربارة في رده على سؤال بخصوص لجوء بعض الدول الى منع معتمريهم من التنقل الى البقاع المقدسة خشية إصابتهم بوباء أنفلونزا الخنازير الإقدام على خطوة مماثلة في حال اتخاذ منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية قرارا بهذا الخصوص، موضحا انه الى غاية الآن "لم يتخذ أي قرار في هذا الشأن". وأضاف أن السلطات الجزائرية مستعدة لمواجهة أي طارئ في حال تسجيل تطور خطير في وباء أنفلونزا الخنازير قد يؤدي الى اتخاذ قرار بإلغاء موسم الحج. الحجاج الجزائريون سيقيمون بالقرب من مواقع أداء المناسك ولدى تطرقه الى الترتيبات المتعلقة بتوزيع الحجاج بالأراضي المقدسة أوضح السيد بربارة الشيخ أنه لأول مرة يتم حجز عمارات إقامة بالقرب من مواقع أداء مناسك الحج حيث تم اختيار عمارات بكل من منطقتي اجياد وغزة غير البعيدتين عن مواقع أداء المناسك. وأعلن في سياق متصل ان الحجاج الجزائريين سيستفيدون هذه السنة من منحة قدرها 2500 ريال سعودي بزيادة قدرها 300 ريال عن ما تحصل عليه حجاج السنة الماضية. ونفى من جهة أخرى أن تكون تكاليف الحج المقدرة ب29 مليون سنتيم باهظة، مشيرا الى انه لولا الدعم الذي اقره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا ارتفعت الى أكثر من 32 مليون سنتيم. ولمواجهة مشاكل النقل أشار مدير ديوان الحج الى تكفل الخطوط الجوية الجزائرية بنقل 70 بالمئة منهم على أن تتكفل الخطوط الجوية السعودية ب30 بالمئة، وبرا في هذا السياق الخطوط الجوية الجزائرية من حادثة تأخر وصول 1060 حاجا الموسم الماضي وذكر بأن الخطأ تتحمله الشركة السعودية. وتطرق السيد بربارة الشيخ إلى مشاركة الوكالة السياحية في تنظيم عملية الحج، وذكر بأن هذه السنة وقع الاختيار على 34 وكالة منها اثنين عموميتين، حيث تتكفل الوكالات الخاصة ب250 حاجا لكل واحدة، على أن تتكفل الوكالتين العموميتين من 6 آلاف حاج. وهدد في هذا الصدد تلك الوكالات بمنعها من تنظيم الحج في المواسم القادمة في حال أخلت بالعقد الذي يربطها بالحجاج الذين تتكفل بهم، وذكر بأن العقد الذي يربط الحاج بالعمرة هو المحدد الوحيد للعلاقة بينهم، ولم يخف من جهة أخرى استعداد الديوان لدعم الوكالات الأخرى التي تقوم بنشاطها على أكمل وجه. وأوضح أن المعتمر أو الحاج ليس سلعة تباع أو تشترى، وأن الديوان سيتولى بمهمة الرقابة فيما يخص نشاط تلك الوكالات.