أقر البرلمان الإيطالي أمس الأربعاء بفارق ضئيل اقتراحا لصالح مشاركة إيطاليا في المهمة العسكرية التي ينفذها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا. وفي اطار حل وسط تم بموجبه تمرير الاقتراح ، تلتزم أيضا الحكومة مع حلفائها الأجانب بتحديد مهلة زمنية للعملية. ووافق مجلس النواب على الاقتراح ب 309 أصوات مقابل 294 صوتا. وكان الاقتراح ثمرة لحل وسط بين حزب شعب الحرية بقيادة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني وشريكه الأصغر في الحكومة حزب رابطة الشمال. وفي الأسبوع الماضي، هدد حزب رابطة الشمال المناهض للهجرة بالتصويت ضد مشاركة إيطاليا في مهمة الناتو ، محذرا من أن التدخل العسكري الأجنبي في الانتفاضة الحالية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات ويطلق موجة من المهاجرين نحو شواطئ إيطاليا. واستشهد حزب رابطة الشمال بوصول 30 ألف مهاجر تونسي إلى إيطاليا في أعقاب الثورة التي أطاحت بالنظام الاستبدادي السابق في تونس في يناير الماضي. ومع ذلك ، فإن الحزب خفف من موقفه في وقت لاحق، ووافق على اقتراح مشترك في البرلمان، بشرط أن تلتزم الحكومة الإيطالية، بالاتفاق مع حلفائها في الناتو، على تحديد اطار زمني لانهاء المهمة في ليبيا. ولم يذكر الاقتراح أي مواعيد محددة لكنه يلزم الحكومة بعدم زيادة الضرائب من أجل تمويل المشاركة العسكرية الإيطالية في ليبيا. كما يستبعد الاقتراح تواجد اي قوات برية ايطالية في ليبيا. وفي الأسبوع الماضي، أعلن برلسكوني بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أن طائرات إيطالية ستشارك في الضربات الجوية التي يشنها حلف الناتو في ليبيا. وانتقد حزب رابطة الشمال ، الذي كان القوة الدافعة وراء اتفاق بين إيطاليا ونظام القذافي عام 2008 لترحيل المهاجرين الذين يتم توقيفهم في عرض البحر إلى ليبيا ، رئيس الوزراء لاتخاذه قرار المشاركة في الضربات الجوية بشكل أحادي. واعتذر في وقت لاحق برلسكوني ، الذي يحتاج إلى دعم حزب رابطة . وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس الأربعاء إن مصير الزعيم الليبي معمر القذافي هو الزوال وسيحل مكانه المجلس الوطني الانتقالي الذي أسسه معارضوه. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" عن فراتيني قوله أمام مجلس النواب إن "لا أحد في العالم يعتقد أن نظام القذافي لديه مستقبل" ولكن "الأشخاص الذين التقيناهم، المجلس الوطني الانتقالي لديهم مستقبل". وأضاف "قالوا لنا إنهم سيتذكرون من ساعدهم ومن أدار لهم ظهره". وشدد فراتيني أن لإيطالي مصلحة كبيرة في "عملية التطور التي لا رجوع عنها في منطقة المتوسط"، وقال إن بلاده تسعى إلى تعزيز دور شركاتها لبناء ليبيا الحاضر والمستقبل، ومواجهة الهجرة. يشار إلى أن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني أعلن في نهاية الشهر الماضي أن إيطاليا على استعداد "لتكثيف تحركها العسكري" في ليبيا من خلال المشاركة في الهجمات الجوية التي يشنها الناتو على المواقع العسكرية لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي.