أكدت مديرة الدار العراقية للأزياء شيرين محمد عارف، على هامش فعاليات الأسبوع الثقافي العراقي بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة، أنها تعمل على اختصار مجموعة الأعمال التي قدمتها الدار خلال هذه الأيام، معتبرة تلك العروض، عروضا تاريخية جسدت بصمة العراق من خلال تلك الألبسة التاريخية التي تحكي قصة العصور بداية من "سومر"، وممالك "آكاد" و"بابل" وصولا إلى المعاصر و الفلكلور، مؤكدة على أن هذا الصرح الثقافي كان له بصمات كثيرة عبر الدول الأوربية كما كان له صولات وجولات عبر العالم، وحاول عبر العروض التي قدمت في هذا الأسبوع تعريف الجزائر بما تحويه العراق من تاريخ وقدم، قائلة في سياق حديثها أن الجزائر و العراق توأمان في الحضارة، معبرة عن سعادتها كون العراق كان أول الدول العربية و الإسلامية التي تحضر هذا المحفل الكبير، بغية مد جسور الثقافة و تعميقها لمحطات أخرى، و عن اختلاف و تعدد الملابس المعروضة، قالت محدثتنا أن هذا راجع لاختلاف الحقب التاريخية مؤكدة على أنها تمثل ثوابتا تاريخية مأخوذة من مصادرها، فهناك من الملابس-تضيف ذات المتحدثة- مايجسد الفترة الإسلامية الزاخرة بالمنمنمات و المطرزات و الكثير من الكتب القيمة للمخطوطات، ليقدم بعدها اللباس الأصلي للمرأة العراقية من خلال العباء العراقي الذي طور حسب المعاصرة و الألوان، كاشفة في ختام حديثها عن وجود أوجه تشابه كثيرة بين اللباس العراقي و المطرزات التلمسانية، و هو ما اعتبرته مديرة دار الأزياء العراقية فرصة لاستعمال هذه المطرزات في أعمالها اللاحقة بالدار. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الدار العراقية للأزياء علامة فارقة في الواقع الثقافي المعاصر في العراق، متفاعلة مع التاريخ و البيئة تعيد بناء الانتماء إلى الجذور و تبحر و ترسو في عالم الذاكرة الشعبية لتشكيل الموروث الحضاري و تستنبطه من خلال أشكال بالغة العناية بالريشة و الأشكال و الخيوط تطرب العيون، وتقدم دعوة إلى التأمل و إلى مقاومة الاندثار، لتظل هذه الدار صرحا حضاريا مهما من صروح الثقافة العراقية المعاصرة تستلهم أفكارها و نتاجاتها الفنية و الإبداعية من تراث و تاريخ الحضارة العراقية و لها طموح للارتقاء بعملها الرائد نحو آفاق عالمية. التقتها بتلمسان :مليكة بن خليل