تعتمد الدار العراقية للأزياء بصورة تامة على الموروث التراثي والحضاري العراقي الذي يلقي بظلاله على مجمل نتاجات فنانيها، حيث أبهر فريق الدار الجمهور التلمساني بالعروض المميزة التي احتضنها قصر الثقافة بإمامة، السيدة شيرين محمد عارف مديرة الدار، التقيناها في تلمسان على هامش مشاركتها في فعاليات الأسبوع العراقي بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. -المساء: من هي السيدة شيرين، وماهي مهام الدار العراقية للأزياء؟ * شيرين محمد: أنا المدير العام، سنة 1978 دخلت إلى هذه المؤسسة الثقافية وهي صرح ثقافي كبير، يستلهم القيم الجمالية والتاريخ العراقي، فالتاريخ محك له يستلهم منه القيم الجمالية يجسدها في عروض وملابس تتحدث عن تاريخ العراق مند سومر، أكد، بابل، آشور والحضر إلى الفترة الإسلامية الزاخرة بالمنمنمات، إلى الفلكلور الشعبي الذي يزخر به عراقنا الحبيب، والى الطوائف والقوميات الأخرى في الشمال والجنوب وهي مؤسسة تتبع وزارة الثقافة العراقية لها ميزانية خاصة ولها عمل داخل القطر وخارجه. - حدثينا عن بعض المشاركات؟ * لدينا العديد من المشاركات في أكثر من 70 دولة عربية، محلية ودولية قامت بها الدار، وأخذت جوائز كثيرة وأوسمة وشهادات تقديرية، استطعنا خلال هذه الفترة الوجيزة أي قبل أسبوعين من دخولنا الجزائر عمل أربعة عروض بالجامعة الأمريكية بلبنان، فقدمنا عروضا مختلفة في صيدا، صور، الدروز وبيروت وكانت لها أصداء كبيرة، إلى جانب عروض في النمسا على هامش الاوبيك، وعرض في مؤتمر الأهواء والأراضي الرطبة الدولي في العراق برعاية رئيس الوزراء، والآن نحن في الجزائر في البلد الثاني الذي يتوافق معنا في تاريخه وحضارته وشعبه العريق، فنحن نحس أننا في بلدنا، فالجزائر بلد حر، وكذا العراق، فوجودنا هنا للتوافق الحضاري، ولمد جسور الثقافة بينا، كنا في الجزائر في 2007 برعاية وزيرة الثقافة خليدة تومي، وهنا أزف تحيات وزير الثقافة العراقي الدكتور سعد الدميمي الذي يعمل على مد جسور الثقافة العربية بيننا وبين الدول العربية، وكان اهتمامهم أن نقوم بنشاطات المديريات وتعميق العلاقة مع الجزائر الحبيبة، وإن شاء الله نحن اليوم على قدر المسؤولية. - ماهي محاور العروض التي تقدمها الدار؟ * تختلف العروض بين مجموعة من الملابس الإسلامية المطرزة والمزخرفة، فالجزائر لها عراقة في موضوع المنمنمات العربية الإسلامية والزخارف، والكثير من الزخرفة الإسلامية التي كانت من أغلى العصور، المنمنمات على شكل صور يحي بن محمود وهي على شكل بصمات، العباءة الهاشمية والفلكلور العراقي، فنحن ناخذ روح التاريخ ولكن لا ننسى الموضة والألوان كوننا نأخذها بعين الاعتبار، علاوة على تقديم عروض لحقب مختلفة من التاريخ العراقي وحضارته فالدار مؤسسة ثقافية لها ميزانية وهي ليست تجارية ولا نبيع لأننا نعمل على التاريخ، فالتاريخ حي، لا يموت ولا يباع. - التاريخ ... كيف تحملون ثقل هذه المسؤولية؟ * كل فريق العمل مجند، ويعتبرون أنفسهم جنودا، ويقيمون العمل كواجب وليس كنزهة، فنحن نود إيصال التاريخ الكبير للعراق الذي يعتبر أمانة في أعناقنا، ومنبعا للأجيال التي ستأتي هناك الكثير من التاريخ، فنحن سفراء للتاريخ حتى يعرف العالم دار السلام، الألفية الأولى للكتابة لسومر، بابل والكثير من الحضارات، فنحن نعمل على نقل التاريخ بدقة ومن مصادره الدقيقة جدا، ولا نغفل أية مسألة دقيقة حتى لا نقع في خطإ التاريخ. - هل لديكم اطلاع على الأزياء الجزائرية التقليدية؟ * أتمنى أن تكون لنا حظوة لرؤية التاريخ العريق للجزائر العريقة، فنحن نعرف عن الجزائر أنها أرض المكافحين، ومنذ الصغر كبرنا على أسماء ثورية منها جميلة بوحيرد، أنا رأيت الملابس الجزائرية في مهرجان الفنون العالمية بالصين ,2010 وكانت هناك ملابس تقارب أعمالنا وقريبة من قلبنا وكنا نقول إنها تشبه الأزياء الجزائرية، مثل القفطان فنحن عندنا العباءة وإن شاء الله نتعمق في تاريخ الجزائر.