انطلقت أول امس الأيام الثقافية العراقية التي رسمت لوحة جذابة في قصر الثقافة بولاية تلمسان بعرض رائع للأزياء العراقية والذي سافر في رحلة تاريخية طويلة أبحرت بالمشاهد إلى ابعد نقطة من مسار الحضارات المتعاقبة على ارض دار السلام، وعطرت النغمة الموسيقية التي تفننت الفرقة الشعبية الخشابة البصرية في ادائها بجلسة عراقية أصيلة السهرة العذبة،وما شد الحضور إقدام المطرب العراقي صباح عبد الغفور على اداء أغنية جزائرية للعملاق رابح درياسة ''نجمة قطبية'' التي صفق لها الجمهور بحرارة وعرفان . قال الأستاذ عدي الخير الله سفير دولة العراق في الجزائر في كلمة افتتاحية لسهرة متميزة تربعت فيها الثقافة العراقية في قلب عاصمة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية،أنه رحب بالوفد العراقي كأنه جزائري، بالنظر إلى الحب الكبير الذي تكتزنه الجزائر للعراق، وذكر أنهم يشاركون في بلدهم الثاني الجزائر بثقافة تعد منارة حقيقية للعالم، لأنه كل العراق البلد الوحيد الذي ولدت به حضارات كثيرة ومتعاقبة، ولهم اهتمام كبير بالحضارات ويأملون في إنتاج حضارات جديدة لان العراقي معطاء وينبض بالإبداع . ومن جهته حكيم ميلودي ممثل وزيرة الثقافة خليدة تومي وصف افتتاح الأيام الثقافية العراقية بالجميل على جميع الأصعدة، واعترف قائلا مهم ان ننطلق في تنظيم الأسابيع الثقافية من هذا البلد الشقيق الذي نقاسمه المحبة وأحلامه وآماله . وقدم شهادة عرفان تتضمن ان العراق ينام على أقدم الحضارات التي عرفها الإنسان ولأن حضاراته علمت البشرية الكتابة والعمران والكثير من العلوم . وختم مداخلته بالتضامن العراقي مع الثورة الجزائرية على الصعيد الثقافي،حيث العديد من الشعراء العراقيين دعموا الكفاح الجزائري بقريحتهم . في حين الأستاذ حامد الراوي رئيس الوفد العراقي يرى أن الثقافة العراقية والجزائرية تلاحمتا واشتبكتا، وصارت تلمسان توام للنجف، ووصف تواجدهم ومشاركتهم بتواجد العاشق المحب، وطلب من الجمهور الجزائري الغفران لأجل الإختزال الحاصل لأنه لا يمكن إحضار كل الحضارة العراقية . وظهرت الأزياء الرائعة المقدمة من طرف دار الأزياء العراقية في ابهى حلة خاصة لدى امتزاجها بابيرات وموسيقى ونغمات واستعرضت تاريخ العراق بأمانة والزي العراقي على مر العصور، والبداية كانت مع أغنية عراقية أصيلة،فمع كل زي يسلط الضوء على عصر معين تقدم نغمة موسيقية على غرار العصر البابلي والآشوري والسومري والبابلي والعباسي الذي صفق له الحضور مطولا حيث ظهر هارون الرشيد بزيه المثير وزوجته زبيدة في أبهى حلة عكست مهارة الإبداع العراقي،إلى جانب الزي الشعبي العراقي،والزي العراقي الكردي برقة متميزة،ورقصة الأكراد وزيهم على وقع أنغام ألهبت الجمهور وحتى عارضات الأزياء المتمكنات،كن يحسن التجاوب بالرقص المخفف على انغام موسيقية عراقية أصيلة حضرت من جميع العصور . وعرض في ذات السهرة شريط وثائقي يصور تاريخ وتطور المساجد في العراق والتي لها قصة خاصة وعميقة، من إخراج المبدع جبرا إبراهيم جبرا. وتألق عضو الفرقة الشعبية الخشابة البصرية الفنان والمطرب صباح سعدي في أدائه خاصة في أدائه لرائعة عملاق الأغنية الجزائرية رابح درياسة نجمة قطبية بلحن وأداء وموسيقى لا تشك إلا وأنها جزائرية، إلى جانب باقة من النغمات العراقية الجنوبية الضاربة في تاريخ العراق أحيت سهرة تلمسانية جميلة .