شدد المشاركون في الملتقى الدولي حول "الفتوى بينالضوابط الشرعية وتحديات العولمة" في ختام الأشغال بتلمسان علىأهمية الاجتهاد الجماعي لتجنب الأخطاء في الفتاوى وفي هذا الصدد أكد الدكتور محمد الزحيلي من كلية الشريعة بجامعة الشارقةأن الاجتهاد الجماعي "يجنب الأخطاء الفردية" والعوامل الشخصية والعصبية المذهبية والإقليمية في الفتاوى باعتبار أن الفتوى تصدر عن "جماعة أو لجنة أو هيئةمحايدة بالإجماع أو بالأكثرية" وتكمن مزايا الاجتهاد الجماعي في كونه "مشتركا" يصدر عن عدد من العلماء الباحثين الأكفاء مع الاستعانة بأهل الاختصاص "العلمي والفني" في المسألة كالأطباء والقانونيين والاقتصاديين كما أوضح نفس المحاضر الذي أشار أن الفتوى الجماعيةتنظر"بموضوعية" في كل ما حل بالناس من جديد ولم يكن سابقا في التشريع مثل العقودالمستحدثة والمصارف الإسلامية والتأمين والتلقيح الاصطناعي وزرع الأعضاءومن جهته يرى الدكتور نايف بن عامر أل وقيان من العربية السعودية أن الفتوى الجماعية "أقرب للصواب من الفردية" معللا بذلك أن الاجتهاد الجماعي"يتم بعد مناقشات واستعراض لمختلف الأدلة" مع الاستعانة بأراء أصحاب الاختصاص لكشف الحقيقة وبيان الواقع ليبدي الفقهاء الرأي فيها كما أبرز الأستاذ ابن يونس آيت سالم أحد نواب رئيس جمعية العلماء المسلمينالجزائريين أن "الاجتهاد الجماعي أصبح ضرورة ملحة" لكثرة المستحدثات وتعدد المكتشفاتوتعقد الأمور وتشعب العلوم "حتى أصبح من المستحيل على عالم أن يتعمق في مختلف العلومويعلم وقائعها". وعرف اللقاء المنظم من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع جامعة وهران ضمن تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" مشاركة مكثفة لعلماءوأساتذة من جامعات الوطن وبعض جامعات البلدان العربية والإسلامية وقد تم بالمناسبة مناقشة عدة محاور منها "تعريف الفتوى وحقيقتها وضوابطها"و"مناهج الافتاء" و"الفتوى عبر وسائل الإعلام" و"فتاوى النوازل المعاصرة وضوابطها"و"آثار العولمة في الفتوى" و"تنظيم الفتوى ومؤسساتها" و"الفتوى و المفتيين بالجزائر".