خرج آلاف المتظاهرين، بالعاصمة، لليوم الثاني على التوالي بعد ترسيم حالة الشغور والإعلان عن تولي عبد القادر بن صالح منصب الرئيس المؤقت للجزائر بعد استقالة بوتفليقة، للتعبير عن رفضهم لرئيس الدولة المؤقت والمطالبة برحيل كل رموز النظام، وتمكن المتظاهرون من الصمود بساحة البريد المركزي وساحة أودان رغم محاولات قوات الأمن تفريقهم باستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. بعدما عرفت العاصمة، في الأسابيع الماضية، هدوء نسبيا خلال أيام الأسبوع، ما عدا الجمعة، خاصة خلال عطلة الطلبة وتلاميذ الثانويات، عادت الوقفات والمسيرات اليومية بعد نهاية العطلة، وهو ما تزامن مع تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة مؤقتا، رغم رفضه شعبيا، حيث ظهر في مسيرات اليومين الماضيين أن هذا التعيين قد زاد من حالة الغليان في الشارع. البداية كانت في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا في ساحة أول التي شهدت إنزال أمني غير مسبوق منذ بداية الحراك بتاريخ 22 فيفري في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، حيث تجمع الآلاف من العمال والنقابيين استجابة لنداء كنفدرالية النقابات المستقلة بتنظيم مسيرة وطنية تعبيرا عن رفضها لتشكيلة الحكومة الجديدة والتجند لدعم ومواصلة الحراك الشعبي السلمي، وحمل المتظاهرون شعارات مناوئة لبن صالح ومطالبة باستقالته الفورية من منصبه الذي تسلمه أمس الأول على غرار “فخامة الشعب قرر..ترحلوا قاع” و”الوحدة الوطنية خط أحمر” و”بن صالح..ارحل”. وفي حدود الساعة الحادية عشرة صباحا استطاعت جموع المتظاهرين كسر الحاجز الأمني الذي كانت تفرض قوات مكافحة الشغب التي حاولت التضييق وفرض حصار عليهم لعرقلة مسيرتهم باستخدام خراطيم المياه وإطلاق الغازات المسيلة للدموع، وساروا نحو ساحة البريد المركزي، منددين بمحاولات الالتفاف على الحراك الشعبي وكذا محاولات استعمال العنف لقمع المتظاهرين . وكانت في هذه الأثناء ساحة البريد المركزي تعج بآلاف الطلبة الذين قدموا من كل صوب وحدب واحتلوا سلالمه بعد أن عجز الإمداد الأمني في استرجاعه وفرض منطقه مثلما قامت به قوات مكافحة الشغب أمس الأول، وبعد ساعة من الزمن اجتاح طوفان بشري الساحة التي عجزت عن احتوائهم كلهم بصوت واحد ” بن صالح ديقاج ” . والتحق بالإضراب العام عمال وسائقو القطارات الذي أعلنوا عن الدخول في إضراب عام عن العمل بينما شهدت المناطق الصناعية في الجزائر العاصمة على غرار المنطقتين الصناعيتين في الرويبة والرغاية وأيضا المنطقة الصناعية بالسمار شللا تام بعد انضم عمال المؤسسات الكبرى ك ” سوناكوم ” عبر مختلف فروع الشركة بولايات قسنطينة ووهران وعنابة وسطيف إلى الإضراب العام الذي دعت إليه أيضا “الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة”.