حاصرت قوات الأمن، وسط العاصمة، في الجمعة ال 19 من الحراك الشعبي، اليوم، وحاولت غلق العديد من الشوارع لمنع تقدم المتظاهرين نحو البريد المركزي، على غرار شارع حسيبة بن بوعلي، قبل أن تتراجع أمام السيول البشرية، كما اعتقلت عدد من المتظاهرين خاصة رافعي الرايات الأمازيغية، كما استعملت عدة مرات الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. بشعارات عديدة تطالب برحيل كل رموز النظام وتغيير جذي وأخرى تنادي بالوحدة الوطنية، خرج الآلاف من المتظاهرين أمس الجمعة في مسيرات سلمية ، متحدين الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة وكذا التضييق الأمني على المسيرات، عبر نشر عدد كبير من عناصر الأمن بالشوارع الرئيسية لوسط العاصمة، التي حاولت غلق بعض الطرق في وجه المتظاهرين على غرار ساحة موريس أودان وشارع ديدوش مراد وشارع حسيبة بن بوعلي قبل أن تتراجع مع تزايد عدد المتظاهرين. ومثل الجمعات السابقة, شهدت جميع المداخل عبر الطرق السيارة, خاصة من الناحية الشرقية سدود أمنية كثيرة وهذا منذ ليلة الخميس إلى الجمعة, الأمر الذي حال دون التحاق الكثير من المواطنين بالحراك الشعبي وتسبب في عودة القادمين من الولايات المجاورة على غرار بومرداس والبويرة وغيرها. وفي حدود الساعة العاشرة صباحا, تجمع المئات من المتظاهرين, في ساحة البريد المركزي والساحة المحاذية لها موريس أودان وسط انتشار أمني مكثف في الشوارع المحيطة لها كساحة أول ماي وشارع حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد وأيضا شارع محمد الخامس ونهج باستور كما قامت مصالح الأمن بإغلاق نفق الجامعة المركزية حيث ركنت العشرات من الشاحنات التابعة لها على مداخله سواء المطل على ” نهج باستور ” أو الجهة المقابلة لساحة موريس أودان, والتعزيزات نفسها شهدها شارع عسلة حسين حتى باب عزون وساحة الشهداء. ورغم سلمية المتظاهرين، إلا أن المظاهرات شهدت في بدايتها بعض المناوشات والاحتكاكات مع مصالح الأمن حيث تم توقيف عددا من المواطنين عند محاولة تفريق تجمع انطلق في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا أمام ثانوية عروج وخير الدين بربروس ، كما تم توقيف بعض الصحافيين ومحامين ونائب عن التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، قبل أن يطلق سراحهم .بعد وقت وجيز وبعد انتهاء صلاة الجمعة، التحق الآلاف من المتظاهرين بوسط العاصمة، قادمين من شوارع بلوزداد وأول ماي وساحة الشهداء . وحمل بعض المتظاهرين أطول راية وطنية وبعض الرايات الأمازيغية التي ظهرت وسط المسيرات وهتفوا بشعارات عديدة مثل ” الجزائر أمانة كليتوها يا الخونة “. ورغم السلمية والأجواء الاحتفالية التي طبعت المسيرات التي شاركت فيها عائلات من أطفال ورجال وشيوخ ونساء كانت بعضهن ترتدين الجبة التقليدية ” تعبيرا عن تمسكهن بالهوية وردا على الجدل المثار حول العلم الأمازيغي والذي تفجر بعد الخطاب الذي ألقاه قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح قال فيه إن ” رفع رايات غير الراية الوطنية قضية حساسة يُراد بها اختراق المسيرات “، إلا أن مصالح الأمن استعملت الغاز المسيل للدموع في بعض المرات لتفرقة جموع المتظاهرين. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل جميع المسؤولين ” المغضوب عليهم ” وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي قبل تنظيم انتخابات رئاسية ، وشاعارات تدعو لتغيير جذري للنظام ، كما هتفوا “دولة مدنية ماشي عسكرية ” . وعلى غرار الجمعة الماضية عرفت مسيرات أمس رفع شعارات تنادي للوحدة الوطنية ، على غرار “قبايلي عربي خاوة خاوة”.