مسيرات حاشدة عبر الوطن شعارها “قبائل وعرب خاوة خاوة جاء الإسلام نحا العداوة “ بعزم وإصرار كبيرين واصل الجزائريون عبر مختلف ربوع الوطن إنتفاضتهم من أجل التغيير الجذري للنظام، وخرجوا أمس في مسيرتهم ال 19 بنفس الوتيرة وبنفس التحدي، للتعبير عن وحدتهم الوطنية ورفضهم للجهوية من جهة، ولتأكيد تمسكهم من جهة أخرى برحيل الباءات الثلاث وإصرارهم على بناء جزائر حرة وديمقراطية. لم تمنع حرارة الجو، خروج المتظاهرين في الجمعة 19 ليعبروا عن عزمهم على مواصلة الحراك، والتمسك بمطالبهم في التغيير، وتحقيق إرادة الشعب في أن يكون لديه نظام عادل، مؤكدين أن وحدتهم الوطنية خط أحمر ولا مجال لأن يحاول أي كان اللعب على وتر الجهوية لتفريق الجزائريين، الذين جددوا إصرارهم على إبعاد ما تبقى من رموز النظام البوتفليقي، وفي مقدمتهم عبد القادر بن صالح، ونور الدين بدوي، مع تطبيق المادتين 07 و08 من الدستور لتحقيق سيادة الشعب الذي يعتبر هاتين المادتين رايته وهويته، مرددين شعارات عدة وقع عليها الإجماع في جل ولايات الوطن، أبرزها “لا جهوية لا عرقية الجزائر موحدة”، “قبائل وعرب خاوة خاوة جاء الإسلام نحا العداوة”، “الجزائريون خاوة خاوة”،”الشعب يريد تطبيق المادتين 7و8″، “الباءات الثلاث Dégage”، “الجزائر أمانة كليتوها يا الخونة”، “لا فخامة لا زعامة الشعب هو السلطة”، كما ردد المشاركون في مسيرات أمس شعارات مؤكدة على مواصلة الحراك على غرار “صامدون صامدون للحراك مواصلون”. هذا وانطلقت مسيرة الجمعة ال 19 من الحراك الشعبي في العاصمة من ساحة البريد المركزي أين دوى شعار “خاوة خاوة ..وحدة وطنية”، ووسط تواجد أمني غير مسبوق، سار المتظاهرون في كل من ساحة البريد المركزي وساحة “موريس أودان”، فضلا عن شارع ديدوش مراد، كما إستعملت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريق المواطنين أمام ثانوية “خير الدين بربروس”، وسط العاصمة أين شنت عناصر الشرطة حملة تفتيش واسعة، وإعتقلت عددا من المتظاهرين من بينهم صحفيين سرعان ما تم إطلاق سراحهم. هذا وحرصت قوات الأمن كما فعلت الجمعة الماضية على إعتقال كل من يرفع الراية الأمازيغية. و في رسالة قوية من العاصميين الغرض منها التأكيد على وحدة صف الجزائريين ونبذهم لكل أشكال وقوالب التفرقة، حمل المئات من المتظاهرين أطول راية وطنية مصنوعة من 48 راية وطنية صغيرة ألقصت ببعضها البعض حيث تمثل كل راية ولاية من الوطن. نفس الزخم صنعه مواطنو مختلف الولايات والمطالب ذاتها رفعت في كل أنحاء الوطن، على غرار ما حدث في البليدة، تيبازة، وهران، مستغانم، غليزان، والمسيلة، تلمسان، قسنطينة، عنابة، باتنة، والجلفة، وطبعا في برج بوعريريج، وكذا بجاية، والبويرة، فضلا عن تيزي وزو أين رفعت راية وطنية عملاقة.