تعاني نساء كثيرات من سلوكات أزواجهن المزعجة، والتي قد تكون بالغة السوء وهم صائمون، فلا يكفون عن إزعاج تلك النساء المنهمكات في الاهتمام بهم. ويتدخل الأزواج في كل صغيرة وكبيرة، حتى أن بعض الأمور لا تعنيهم ولكنهم يتدخلون فيها، خاصة المطبخ فهو المكان الأول الذي يتفنن فيه الرجال في التعليقات، وهناك نساء تتحملن وأخريات لا تتحملن كلمة واحدة، وهنا تبدأ المناقشات الحادة التي تنتهي غالبا بالشجار، وتلك الشجارات تساعد الأزواج على إفراغ غضبهم. نساء ضحايا التدخين تواجه زوجات المدخنين مشاكل جمة من جراء ما يعانيه أزواجهن بسبب الحالة النفسية المتدهورة التي يكونون فيها، فلا يجدن سوى رفيقات الدرب لكي يسمعوهن كلمات التهديد والوعيد، وأحيانا يتجاوزون ذلك إلى الضرب والشتم، وكل ذلك بسبب عدم تعاطيهم للسجائر طيلة يوم كامل، فتقول السيدة"مليكة"، 44 سنة:" في أيام الصيام يصبح زوجي لا يطاق، فهو لا يضيع فرصة في سبي وشتمي بسبب ودون سبب، رغم أنني لست من النوع الذي يجادل كثيرا، ولكن في بعض الأحيان أكون منزعجة فلا أطيق كلماته السامة فأدخل معه في نقاش حاد يتحول إلى شجار عنيف، وهكذا اقضي أيام رمضان في النهار سب وشتم، وفي الليل فرح وحيوية حتى أنني أصبحت أكره الوضع خاصة وأنه يحدث أمام الأولاد". وغالبا ما يحتد الشجار في الساعات الأخيرة من النهار أين يستنزف هؤلاء كل قوتهم وتزداد حدة القلق والنرفزة، فيختلقون مشاكل من العدم، وتعبر"نادية"، 35 سنة عن انزعاجها قائلة:"لا يمر علي يوم إلا واقضيه في جحيم، أنا لست من النوع الذي يسكت فلا أتحمل الشجار الذي يفتعله زوجي لأنه يثير جنوني بكل ما يقوم به من تصرفات طفولية، ولكنه بمجرد أن يسمع الآذان حتى يهرع لإشعال السيجارة ومن ثمة يتغير لون وجهه ويطلب مني السماح". وأخريات أرهقتهن الملذات من ناحية أخرى تعاني الكثير من النساء من سوء معاملة أزواجهن رغم أنهم لا يدخنون، ولكن المشكلة تكمن في اهتمامهم بالأكل خاصة عندما تزداد حدة جوعهم في الفترات القليلة قبل الإفطار، وما يزيد الطين بلة هو هؤلاء الأزواج الذين يشتهون كل شيء ويرغمون زوجاتهم على تحضير كل ما يطلبونه دون النظر إلى تعبهن ودون مراعاتهن وفي هذا الصدد تقول السيدة"جميلة"، 39 سنة:" في كل شهر رمضان أواجه مشاكل مع زوجي الذي أشاطره هذه الحياة منذ عشر سنوات، ولكنني لم اعرف له حلا في شهر رمضان الكريم فهو ينقلب رأسا على عقب، رغم انه ليس مدخنا حتى أنني ومنذ كنت مخطوبة معه لا يدخن، ولكن المشكلة التي تحدث بيننا مناقشات حادة وشجارات أحيانا هي هوسه الشديد بالأكل وعند القول الهوس لا يعني انه يأكل كل شيء، فعندما نجتمع حول مائدة الإفطار فهو لا يأكل سوى القليل القليل، ولكن بسبب شهواته يشتري السوق كله، ويجبرني على طبخ أطباق متنوعة، حتى البوزلوف والدوارة ما يرهقني كثيرا، وما يزيد الطين بلة عند اقتراب موعد الآذان يزداد غضبه بحجة أن الإمام يؤخر الآذان متعمدا وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصدقه احد". أما السيدة"فضيلة"، 42 سنة فتقول:"زوجي يعني كلمة شراء، فهو يشتري أشياء كثيرة في رمضان المبارك، وخاصة الخبز يشتري منه كل الأنواع الطويل المستدير وغيره، بالإضافة إلى اللحوم بأنواعها والسمك والخضار ويطالبني بطهو الكثير من الأطباق في اليوم الواحد، لذلك أتشاجر معه بسبب التبذير، لكنه لا يقبل الملاحظات ويزيد في الكلام معي، ولولا انه يطلب السماح بعد الإفطار لكان هذا الشهر آخر ما أحب". وهكذا يقضي الجزائريون أيامهم الرمضانية في التشاجر مع زوجاتهن، ومهما كانت الأسباب فإن هذا السبب يجعل الزوجات في إرهاق نفسي أكثر منه جسدي، غير مبالين بما جاء به الصيام من حكم يمكنها أن تجعل البيت مستقرا رغم أيام الصيام الصعبة.