تشعر الحامل في شهورها الأولى برغبة في تناول أشياء غريبة وغير مألوفة، وينتابها الحرج والخجل إذا اجتاحتها هذه الرغبة المحمومة خاصة إذا كان ما اشتهته موادا غير قابلة للاستهلاك البشري مثل الطين أو البلاستيك أو أصابع الطباشير وغيرها، فهذا هو الوحم الذي لم يستطع العلماء حتى الآن إيجاد تفسير محدد له. ما زال الوحم بالنسبة للكثيرين لغزا كثيرا ما حيرهم وحتى العلماء لم يجدوا تفاسير مقنعة وقاطعة لهذه الظاهرة المرضية.تقول الدكتورة ''فطناسي'' أخصائية طب النساء والتوليد أن الناس يعتقدون أن المرأة إذا اشتهت نوعا من المأكولات أوغيرها أثناء الحمل ولم تستطع تناوله فإن هذا يعني أن الطفل سيولد مشوها أو به علامة تميزه أو ما يعرف بالوحمة. وقد حاول العلماء في الماضي أن يربطوا الوحم بعناصر غذائية وفيتامينات يحتاجها الجسم لكن هذا التفسير لم يكن مكتملا أبدا لأن الحامل لن تحصل على أدنى قيمة غذائية من تناول الطين أو الطباشير أوغيرها من المأكولات الغريبة، والشيء المؤكد تضيف الدكتورة هو ارتباط ظاهرة الوحم بالقيء والغثيان الذي يصيب المرأة في الشهور الأولى من الحمل، والذي يؤثر بدوره على قدرتها على القيام بمهام حياتها، والغريب تضيف الدكتور ''فطناسي'' أن الوحم يؤثر على حواس المرأة الأخرى كالشم والسمع مثلا، فبعض النساء لا يستطعن تحمل بعض الروائح التي كانت في السابق عادية أو محببة لديهن مثل رائحة تحمير بعض الأطعمة أو روائح العطور، والبعض منهن يكرهن حتى أزواجهن إلى درجة النفور منهم في مرحلة الوحم، وهي أمور تخرج عن نطاق السيطرة من قبل الزوجة ولا تستطيع أن تتحكم فيها، إلى جانب الإكتئاب والضيق والعصبية والتوتر الذي ينتابهن بسبب عدم تفهم الآخرين لحالاتهن خاصة الأزواج، وتقول الدكتورة ليس هناك علاج أو دواء محدد نصفه للمرأة للتغلب على هذه الحالة، لكن إذا وجدت المرأة نفسها ترغب في تناول أشياء غريبة فعليها اللجوء فورا إلى الطبيب. ------------------------------------------------------------------------ الوحم ضيف ثقيل يهدد عقل وجيب الرجل ------------------------------------------------------------------------ بقدر الفرحة التي يحملها خبر الحمل للزوجين فإن الوحم يعتبر الحرج الوحيد الذي تحاول المرأة أن تتحاشى الوقوع فيه حين تمر بهذه المرحلة، فإلى جانب متاعبه الصحية والنفسية يجد الزوج نفسه مجبرا على تلبية طلبات زوجته دون أدنى مناقشة، فالأمر كما تتداوله الأوساط الشعبية قد يحدث آثارا وخيمة على جسم المولود وهذا ما لا يقبله الزوج اطلاقا، لذلك تجده يسارع إلى إحضار كل ما يخطر على بال المرأة، وأحيانا تصل الطلبات إلى حدود خيالية يتوقف فيها عقل الرجل عن الاستيعاب، أو طريقة يتفاجأ الرجل منها كطلب فاكهة ما في غير فصلها، أو تناول الطعام بملح زائد لا يطيقه آدمي، وغيرها من الغرائب التي سيكون نهايتها طفل ينسي الأم متاعب الوحم وتلك الفترة الصعبة بمجرد قدومه.والكثير من النساء اللاتي مررن بتجربة الحمل أجمعن على أنها تعد من أصعب المراحل فبالإضافة إلى الإرهاق ومشاعر الاكتئاب تميل المرأة في هذه الفترة إلى تبني نزوات غريبة. تقول ''ليلى'' اعتقدت في السابق أن الوحم دلال زائد ورغبة من الزوجات الحوامل في كسب الاهتمام الاكبر من العائلة غير أني وبعد الحمل الأول انتابتني موجة من الأحاسيس، التي لم أقدر على تفسيرها، وأول شيء لم أستطع تحمله فعلا هو رائحة الأكل فحينها كان المطبخ آخر مكان أفكر في الدخول إليه وإن أجبرت على فعل ذلك كنت أغطي فمي وأنفي وكأني جراح في غرفة العمليات وعلى الرغم من فرحتي الكبيرة بالحمل إلا أنني تمنيت لو يمر بسرعة والوحم هو فترة مزعجة للغاية. أما غيرها من النساء اللائي سألناهن فقد بينت إجاباتهن على أن الوحم عالم غريب فعلا فمنهن من أكدت أنها وخلال فترة حملها لم تكن تقاوم النوم أبدا ولساعات طويلة، وأحيانا تقرنه بساعات الليل ولا تدري أين تنام فمرة في المطبخ وأخرى في الصالون وأخرى أكدت أنها ومنذ الأسابيع الأولى للحمل تكره شرب الماء وتخشى من مخاطر ذلك على صحتها فتعوضه بمشروبات أخرى ومنهن أخريات لجأن إلى أكل الطين أو الطباشير أو أعواد الكبريت المحروقة وغيرها من الأشياء الغريبة. وفي الأخير تؤكد الدكتورة ''فطناسي'' أنه لا يوجد أي أساس علمي لمرض إسمه الوحم وكل ما يحدث هو إضطرابات نفسية وتحول هرموني يؤثر على وظائف الجسم وبالتالي على رغبات المرأة.