تثير متابعة الرجال هذه الايام لمباريات كرة القدم ضمن منافسات كأس أوروبا 2008 الكثير من المشاكل والصدامات في البيوت، فالزوجات قليلا ما يأبهن لهذه الرياضة التي سلبت عقول الأزواج وبالتالي يتحول البيت إلى مطاردة بين القط والفأر ومناوشات لا تنتهي إلا بصفارة الحكم. يقضي الأزواج أوقات فراغهم المسائية أو أثناء العطل في ممارسة هواياتهم المفضلة غير مكترثين بما تشعر به زوجاتهم من غضب كبير، فالرجال يعتبرون الأمر غير قابل للنقاش وفرصة للتمتع بالحياة أما النساء فيعتبرن أن هوايات أزواجهن ضرات من نوع آخر تقاسمهن الحياة وتتفوق في كثير من الأحيان على إرادتهن. وتشتكي الكثير من النساء من غياب أزواجهن عن الحياة الأسرية واقتصار دورهم على الجانب المادي فقط تاركين الأمر كله للزوجة وحدها ولا يتدخلون إلا عند الضرورة القصوى وإن كان العمل يشغل وقت أغلبهم ببعدهم عن الأسرة فإن منهم من يواصل ابتعاده بممارسة هواياته المفضلة خارج أوقات العمل وبعيدا عن البيت سواء كانت رياضة أو ألعابا جماعية مع الأصدقاء أو داخل البيت بمشاهدة القنوات الفضائية المختلفة. تقول السيدة ''نادية'' إن زوجها يقضي اليوم كله في العمل وبمجرد دخوله إلى البيت يبدأ هاتفه النقال في الرنين والمتصل أصدقاؤه الذين يلحون عليه بالخروج وموافاتهم إلى أماكن اللعب. وتضيف أنها تشعر في كثير من الأحيان بأن زوجها يهرب من المسؤولية بلجوئه إلى اللعب وقد حدثت بينهما خلافات عديدة بسبب ذلك إلا أنه لم يغير طريقة حياته ولم يتنازل عن قراراته بل يصر دائما على أن حياته وطريقة عيشه ملكه لوحده وهو فقط من له الحق في تسييرها ولا يعتبر نفسه مقصرا أبدا بل بالعكس يرى أننا نحن المقصرون وأننا لا نحترم إرادت ------------------------------------------------------------------------ التلفاز والمناوشات التي لا تنتهي ------------------------------------------------------------------------ تزخر شاشة التلفاز بكثير من القنوات الفضائية المختلفة التي نمت كالفطريات سالبة معها عقول المشاهدين الذين تعلقوا بها إلى حد الادمان والخاسر الاكبر في ذلك هن النساء المتزوجات اللاتي سئمن تسمر أزواجهن لساعات طويلة أمام شاشة التلفاز وإدمانهم على مشاهدة القنوات الرياضية وأفلام الإثارة وغيرها دون وعي حتى بما يحدث حولهم. وتقول السيدة ''عائشة'' معلمة، إن زوجها الذي يقاسمها نفس المهنة يدخل من المدرسة منهكا ويذهب مباشرة إلى التلفاز حيث يقضي وقته متنقلا بين القنوات المختلفة ولا يقطعها إلا للصلاة أو الأكل أما غير ذلك من الاشياء فمستحيل أن تشغله عن متابعة الأخبار أو الرياضة أو الأفلام وأكثر شيء تنزعج منه هو مشاهدة زوجها للقنوات الفضائية بصوت عال خاصة مباريات كرة القدم وكأنه يعيش بمفرده. الحقيقة أن كل النساء اللاتي تحدثت إليهن أظهرن انزعاجهن الشديد من ميولات أزواجهن ورغبتهم الكبيرة في ممارسة هواياتهم، ويؤكدن أن ذلك يتم في أحيان كثيرة على حساب أمور مهمة في مقدمتها الأطفال، وما يزعجهن أكثر هو أن أزواجهن لا يتوانون عن توبيخهن عند وقوع أي خطإ وحجتهم في ذلك أن أمور البيت والأطفال من إختصاص النساء فقط. ------------------------------------------------------------------------ بطولات قوم.. عند قوم مصائب ------------------------------------------------------------------------ ما لاحظناه أن النساء بدين متذمرات من القنوات الرياضية بشكل أكبر خاصة مع بدء البطولات الكبيرة الأروبية، حيث أكدن على اعتكاف أزواجهن أمام التلفاز أو خروجهم للمقاهي لمشاهدة المباريات جماعيا مع الأصدقاء. تقول السيدة ''لطيفة'' إنها تضع يدها على قلبها كلما بدأت إحدى البطولات الكروية لأنها متأكدة أن زوجها سيتنقل إلى بيت زوجته الثانية ''الكرة''، طبعا، وتضيف أنها في كثير من الأحيان تمنت لو تنتهي مدة صلاحية بطاقة شحن القنوات الفضائية الرياضية أو تنقطع الكهرباء إلى الأبد وإن كانت السيدة ''لطيفة'' محظوظة لأن زوجها يتابع المباريات في البيت فإن جارتها بدت أسوأ حظا لأن زوجها يختفي من البيت ولا يعود إليه إلا في ساعات متأخرة من الليل لأنه لا يكتفي بمشاهدة المباريات فقط، بل يبقى داخل المقهى للتعليق عليها رفقة أصدقائه وإكمال السهرة بلعب ''الدومينو''. لا ينكر أحد حق الرجال في التمتع بالحياة لكن مطلب النساء يبقى أيضا شرعيا فلو كان الأمر عكسيا وهو أن تقوم المرأة بممارسة هواياتها مساء وأثناء العطل ماذا سيكون موقف الرجل حينئذ؟. الأكيد أن أغلب الرجال يرفضون هذه الفكرة ويعتبرون ممارستهم لهواياتهم أمرا عاديا ولا يحتاج إلى كل هذه الضجة المفتعلة من قبل النساء، يقول ''منير'' عامل، إن النساء يضخمن كل شيء ''وساعة ونصف'' أقضيها أمام التلفاز لمشاعدة المباراة لن تحطم أسرتي بل بالعكس أجد أن أطفالي أصبحوا أكثر اهتماما بالكرة وهذا ما يريحها ويجعلها تعمل في هدوء. أما أن تذهب هي لممارسة هواياتها فهذا أمر غير ممكن لأنها لا تملك أصلا الوقت لذلك. اختلفت الآراء وتعددت بين رجال مصرين على التمتع بالحياة واغتنام أوقات الفراغ وبين نساء رافضات للفكرة مدعيات تحجج أزواجهن بهوايتهم للتهرب من المسؤولية والكل يقاوم من أجل تغليب الكفة لصالحه.