حسب البعض ممن تحدثنا إليهم فإن جملة النقائص ليست وليدة الساعة، بل إنه ورغم الشكاوي العديدة التي تقدموا بها على مستوى البلدية بغرض النظر في مطالبهم وانشغالاتهم دون جدوى، سيما في ظل سياسة الصمت المنتهجة ضدهم من قبل المسؤولين المحليين الذين غالبا ما يكتفون بتقديم تلك الوعود التي لا تزال مجرد حبر على ورق إلى يومنا هذا. فالزائر إلى المنطقة سرعان ما يلفت انتباهه ذلك التهميش الذي يطال المواطنين، سيما وأن هذه الأخيرة تشهد نقصا فادحا في مختلف المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسّن مستوى معيشتهم وتُخرجهم من العزلة والتهميش، فهي تفتقر لمعظم الهياكل الضرورية والحيوية التي بإمكانها توفير الخدمات والحاجيات العادية للسكان، فأول مشكل طرحه السكان القاطنون في قرى هذه البلدية خلال عرضهم لمختلف النقائص التي يُعانون منها، غياب وحدات العلاج بقراهم، حيث أكدوا أنهم يضطرون إلى الانتقال وبشق الأنفس إلى مقر البلدية من أجل تلقي العلاج، مشيرين في حديثهم إلى أن الوحدة الصحية المتواجدة بوسط البلدية تشهد اكتظاظا كبيرا، نظرا لتوافد أعداد هائلة من المواطنين عليها من مختلف القرى والأحياء المتواجدة بذات البلدية، وهو الأمر الذي يصعّب على المريض تلقي الخدمات الصحية في الوقت المناسب، مما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى تأزم الأوضاع الصحية للمرضى، وما زاد من حدة معاناة المواطنين أكثر هو أنه بالرغم من أن المصلحة تتوفر على إمكانيات مادية وبشرية لا بأس بها، إلا أن الفريق الطبي يعجز عن تقديم الخدمات الصحية في وقتها وبالمستوى المطلوب بسبب الطوابير الطويلة من المرضى، ولم تتوقف معاناتهم عند هذا الحد بل تجاوزته بكثير لتصل إلى مشكل نقص الهياكل الترفيهية والثقافية والرياضية على غرار دار للشباب، وملاعب كرة القدم وغيرها من الفضاءات الضرورية التي من غير الممكن الاستغناء عنها على حد قولهم، مؤكدين في ذات السياق أن هذا النقص يحرم هؤلاء الشباب من قضاء أوقات فراغهم ومن استثمار مواهبهم الإبداعية لاسيما في ظل تفاقم حدة البطالة التي وصفوها بالشبح الأسود الذي يلازمهم، وحسب أحد قاطني المنطقة، فإن النقص الفادح في المرافق الضرورية تسبّب في العديد من المشاكل، على غرار دخول بعض الشباب عالم المخدرات من بابه الواسع، مضيفا في حديثه أن البعض منهم يضطر للانتقال إلى مقر البلدية للإلتحاق بدار الشباب، وآخرون يذهبون إلى المناطق المجاورة لقضاء أوقات فراغهم، ويبقى الشباب غير الميسور الحال يعاني من هذا المشكل نظرا لعدم امتلاكهم إمكانيات، وفي نفس الإطار أكد سكان قرى هذه البلدية أن المشاريع التنموية المخصصة للأشغال العمومية هي الأخرى تُعاني نقصا كبيرا، إذ تشهد الطرقات المؤدية إلى بعض القرى حالة كارثية بسبب الاهتراء والتآكل، وحسب محدثينا فإن أوضاع الطرقات تزداد تأزما مع تساقط الأمطار، أين تتحوّل إلى برك مائية وأوحال يصعب اجتيازها من قبل الراجلين وحتى أصحاب المركبات الذين غالبا ما تُصاب سياراتهم بأعطاب مختلفة، يضطرون إلى تصليحها بمبالغ مالية معتبرة أثقلت كاهل المواطن البسيط وأفرغت جيوبه.
الماء الشروب عملة نادرة من جهة أخرى أعرب سكان القرى المعزولة عن سخطهم إزاء انقطاع ماء الشرب عن الحنفيات خاصة في فصل الصيف، مما يجعل أصحاب الصهاريج يستثمرون في هذه الأزمة، وما زاد الطين بلة تلك المسافات التي يقطعونها من أجل جلب هذه المادة الحيوية التي من غير الممكن الاستغناء عنها من الأحياء المجاورة بشق الأنفس وهو ما يحوّل يومياتهم إلى جحيم حقيقي. أزمة السكن الهاجس الأكبر وأضاف السكان أنهم يُعانون من مشكل السكن مؤكدين أن المساعدات التي قدمتها لهم الدولة في إطار برنامج السكنات الريفية، تبقى ضئيلة جدا مقارنة بالعدد الذي تحتاجه البلدية. وفي ذات الشأن كشفت مصادر مقربة من "الجزائرالجديدة" أن نقص العقار بمنطقتهم يُعد السبب الرئيسي الذي يعرقل تجسيد المشاريع التنموية خاصة أن العقار في هذه البلدية هو ملك للخواص، مما يصعّب على السلطات المحلية إيجاد أرضيات لإنجاز المشاريع التنموية التي استفادت منها في إطار المخططات التنموية، أما بالنسبة لمشكل السكن فأكدت ذات المصادر أن عدد الوحدات التي استفادت منها بلديتهم قليلة جدا مقارنة بعدد الطلبات، حيث أن هناك العديد من المواطنين الذين استفادوا من برنامج السكنات الريفية، إلا أنهم عجزوا عن إنجازها بسبب إمكانياتهم المادية المتدهورة، مما يمنعهم آليا من سحب الأجزاء المالية المتبقية، وبالتالي تسحب منه المساعدة بعد تجاوز المدة المحددة للإنجاز. ليُجدد هؤلاء مطلبهم إلى السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل، والنظر في مطالبهم وانشغالاتهم التي لا تعد ولا تحصى، مع ضرورة تجسيد جملة الوعود التي لا تزال حبيسة الأدراج إلى حد الساعة. أمينة. م