أعلن الكاتب والإعلامي عبد الرزاق بوكبة مساء السبت عن تفاصيل “صندوق فتح النور بن براهيم للتضامن بين المسرحيين”، الذي بادرت إليه أسرة المقهى الثقافي برج بوعريريج دعما للحركة المسرحية وردا لجميل الراحل المكلف بالإعلام بالمسرح الوطني وصديق الفنانين والإعلاميين الذي قدم الكثير للمسرح وساعد شباب من المسرحيين ماديا وعمليا. وقال عبد الرزاق بوكبة منشط ومعدّ فضاء “صدى الأقلام” بميدياتيك بشير منتوري بالعاصمة، أن المسرح يشهد فراغا من حيث العروض والمهرجانات والتظاهرات، ومن أجل عدم الاعتماد دائما على الريع الحكومي كان لابد من فكرة تنقذ المسرح وتجعله لا يتوقف عن التواجد والظهور والاستمرارية، لذلك كانت هذه الفكرة هي “صندوق فتح النور بن براهيم للتضامن بين المسرحيين”، كتكريم لهذا الاسم الذي عاش حياته مع المسرح والمسرحيين وساعد كل من له علاقة به. وتابع بوكبة، بأن هذا الصندوق يساعد المحتاجين من المسرحيين وكذلك ليدعم الفرق المسرحية التي لا تملك إمكانيات عندما تشارك في المهرجانات المسرحية، مشيرا إلى فرضية النجاح وكذلك الفشل، لكن العمل دائما يؤدي إلى المبتغى، مضيفا أن هذا الصندوق الذي قد يعوض صناديق أخرى حكومية سيكون بديلا عن مبادرات هذه الأخيرة التي نحكم عليها بعد كل هذه السنوات بمحدودية الفاعلية كما بالفشل. مؤكدا أن المبادرة عبارة عن استثمار والفريق مستعد لها، وتعمل اللجنة على أكثر من آلية لوصول الفكرة للمعنيين. وأشار إلى أن المبادرة لم تلقى الحضن الذي تخيله القائمون عليها، حتى وإن كان -يؤكد- أنه لا يتعامل بمبدأ عدد الجامات على المنشورات الفيسبوكية، إلا أن عدم الالتفات بشكل جاد لمنشور المبادرة الذي لم يصل حتى إلى 50 جاما، جعله يتأسف ويتساءل في وقت واحد. من جانب آخر أوضح بوكبة، أن هذا المشروع سيكون في إطار القوانين، وهو الآن في مرحلة التشاور وإيجاد السبل والطرائق لانطلاقه بشكل كامل، ومن بين ما هو عليه أنه تابع للمقهى الثقافي ببرج بوعريريج باعتباره صاحب المبادرة، فمثلا يمكن أن نوصل الإعانات -يقول- بحساب المقهى أو ممكن أن نوصل الإعانة مثلا بحساب بجمعية ما أو تعاونية مسرحية محتاجة لها. وتبقى هذه الأمور أفكار واقتراحات إلى غاية الاستقرار على ما لا يخالف قوانين الجمهورية. وأكد بوكبة على أن الصندوق لا يتوقف عند الإعانات فقط، هذا قد يكون في البداية، لأنه من الخطط المستقبلية أن يكون صاحب مشاريع استثمارية، لأن المشهد المسرحي سيقدم الكثير بتوافق الإمكانيات مع العوامل المحركة له من الأساس بتقديم الفرص للموهوبين وكذا طرح الأفكار ومناقشتها ومحاولة العمل بالأفضل وفتح أبواب التعاون والمساعدة بشكل حقيقي. وأضاف مدير نشر “الجزائر تقرأ”، أنه منذ سنة الإعلان عن التقشف قبل حوالي ثلاث أعوام، لم تعد هناك عروض كثيرة ولا مهرجانات ولا حركة مسرحية دؤوبة، لذا لا يمكن أن يعتمد المسرح على الإعانات الحكومية في حين هو معارض، بالتالي يجب الارتكاز على المشاريع المستقلة حتى تكون المعارضة منطقية وحرة، فإذن -يضيف- لابد أن نكون عمليين وكائنات مُنتِجة. يُذكر أن الراحل فتح النور بن براهيم أو صديق الفنانين والإعلاميين قد كان معروفا بتفانيه في خدمة المسرح، ويعود له الفضل في إعادة المهرجان الوطني للمسرح المحترف سنة 2006، توفي بمستشفى الخروبة بمستغانم، بعد صراع مع المرض الخبيث. للإشارة فإن فضاء “صدى الأقلام”، نشاطٌ أسبوعي مفتوح كل سبت على الساعة الثانية بعد الزوال بميدياتيك بشير منتوري، يستضيف كتّابا جزائريين في المسرح والأدب خاصة الشباب منهم للاحتفاء بتجاربهم الإبداعية ودعمهم ومواهبهم حتى تجد من يحتضنها. ونشر عبد الرزاق بوكبة بصفحته في “فيسبوك”، الخطوط العريضة لمشروع صندوق فتح النور بن براهيم للتضامن بين المسرحيين، قائلا “لطالما كان الفنّ المسرحي ذا روح جماعية إنتاجا وتلقّيا، وهو بهذا يقوم على التبادل في معانيه المختلفة. ولأن المشهد المسرحي الجزائري بات يزخر بنخبة واسعة من المنخرطين فيه والمنتسبين إليه، فهم مطالبون بأن يخلقوا آلية مستقلة ونزيهة يمارسون من خلالها فعل التضامن لقضاء حاجات وبعث مشاريع وتجاوز حواجز وترسيخ تقاليد ومساعدة أسر ووجوه مسرحية. من هنا ارتأت أسرة المقهى الثقافي برج بوعريريج بعث صندوق فتح النور بن براهيم للتضامن بين المسرحيين، للقيام بالمهام التضامنية المتمثلة في المساهمة جزئيا أو كليا لي شراء تذاكر الطائرة للفرق المدعوة للمشاركة في مهرجانات مسرحية أجنبية لا تتكفل بالنقل. المساهمة جزئيا أو كليا في تمويل إنتاجات فرق أو تعاونيات لا تملك تمويلا. مساعدة مسرحيين يعانون مشاكل مالية، والمرافقة المالية لأسر مسرحيين راحلين، تمويل موقع محترف متخصص في إضاءة المشهد المسرحي. تمويل كتب تحتفي بسير مسرحيين جديرين بالاحتفاء، تأجير مقرات للفرق المحدودة ماليا لمزاولة مقراتها، تمويل تكوينات المسرحيين الشباب في الورشات والدورات مدفوعة الأجر، إلى جانب أوجه أخرى يمكن إضافتها من خلال النقاش”، مشيرا إلى اللجنة التي تشرف على تسيير الصندوق والمتكونة من ربيع قشي من برج بوعريريج، بوحجر بوتشيش من عين تموشنت وهيبة باعلي من تمنراست، بلة بومدين من تندوف، هارون الكيلاني من الأغواط، إبراهيم نوّال من العاصمة، عبد الله مبرك من مستغانم. وتجتمع هذه اللجنة بدعوة من المقهى الثقافي في برج بوعريريج، لتحديد آليات تسيير الصندوق، وفق القوانين المعمول بها في الجمهورية ورسم أساليب وشروط الاستفادة منه. وتابع بوكبة في المنشور ذاته بقوله “لقد نسبنا الصندوق إلى فقيد المسرح الجزائري فتح النور بن براهيم لأنه كان يمثل في حياته نموذجا إنسانيا حيا لمعاني التضامن والتكاتف بين الفنانين. ونرى أنه من أبسط مظاهر الوفاء له، في ذكرى رحيله الرابعة، أن نبعث مبادرة باسمه، نحتاجها نحن الأحياء أكثر مما يحتاجها هو في العالم الآخر”، مضيفا أنه سيتم إنشاء صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بالمبادرة لتبادل الأفكار.