دعا الروائي عبد الرزاق بوكبة وزارة الثقافة إلى أن تطلق اسم الراحل المكلف بالإعلام بالمسرح الوطني وصديق الفنانين والإعلاميين المرحوم فتح النور بن إبراهيم على إحدى المؤسسات الثقافية المسرحية في البلاد وإنشاء "صندوق تضامن" باسمه لدعم الحركة المسرحية. وقال إنّ فتح النور منح زهرة شبابه للعاصمة ولكنّها في النهاية تنكرت له. وأكدّ بوكبة مستحضرا ذكرياته مع فقيد الحركة المسرحية فتح النور في مداخلة ألقاها الإثنين في إطار فعاليات مهرجان النخلة الذهبية للمسرح المغاربي بأدرار، أنّ فتح النور عاش مع المسرحيين ولهم، أكثر مما عاش مع أسرته ولها. وأشار بوكبة في السياق أنّ أطول فترة عاشها معها (أسرته) تلك التي أرغمه المرض فيها على أن يمكث في البيت. ولم يخف بوكبة أنّ المرحوم فتح النور منح زهرة شبابه للجزائر العاصمة ولكنّها تنكرت له قبيل وبعد رحيله، داعيا وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزير عزالدين ميهوبي لأنّ تخلّد الراحل بإطلاق اسمه على إحدى المؤسسات المسرحية نظير ما قدمه للفن الرابع الجزائري واعترافا بمجهوداته في خدمة الحركة المسرحية والفاعلين فيها. ووجه في الصدد رسالة إلى المسرحيين يدعوهم فيها إلى إطلاق "صندوق فتح النور للتضامن" مع المحتاجين من المسرحيين، ولدعم مشاركات الفرق المحتاجة في المهرجانات المسرحية. ولفت في معرض حديثه أنّه "لو أعاد المسرحيون الشباب المبالغ المالية التي ساعدهم بها فتحي على مدار ثلاثة عقود لاستطعنا أن نبني مسرحا". وأوضح منشط فضاء "صدى الأقلام" أنّ المسرح الوطني كان بحاجة إلى من يزرع فيه الحياة، من خلال الصراخ، بعد عشرية من سلطة الموت. وقال: "فقد تولى فتح النور هذه المهمة. ولم يكن صراخه إلا ثمرة للصراع بين الريتم السريع الذي يمثله، والريتم البطيء الذي تمثله المؤسسة الثقافية الجزائرية". وأردف بوكبة: "كانت فلسفة الشيخ المرحوم محمد بن قطاف والعاملين معه تهدف إلى فتح الأبواب للجميع، بعد مرحلة من الركود والخوف والموت والهجرة والانكماش والاستنزاف". وتابع: "على أن تتولى النخبة المسرحية مهمة الفرز والمرافقة والنقد، فحدث أن استغل قطاع واسع من هذه النخبة المرحلة في صناعة "التأويل" لا في صناعة وعي مسرحي عام". وشدّد في سياق مداخلته أن المشهد المسرحي لن يثمر حتى وإن كان ثريا بالإمكانيات، إذا لم يتوفر على من يحركه من الداخل بالأفكار وتشجيع المواهب والمشاريع، وهذا ما كان فتح النور يفعله. وحول لقائه الأول بالمرحوم فتح النور لفت أنّه كان ذات يوم يقدم برامج ثقافية في التلفزيون الجزائري، و(وكنت ما نخلصش). وذات صبيحة، كان يرتشف قهوته، فجاءه إنسان لا يعرفه وسأله من غير مقدمات: ألا تأتي لتعمل معنا في المسرح الوطني؟.. ووصف اللقاء بقوله: "هكذا ببساطة انطلقت علاقتي بالمسرح، وبفضاء "صدى الأقلام".