تتجه العلاقات المغربية الموريتانية في منحى ينبئ بدخولها نفق مسدود، والسبب التقارب الحاصل بين السلطات الموريتانية وجبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، التي أصبح رموزها ضيوفا فوق العادة لدى كبار المسؤولين في بلد شنقيط. وكشفت مصادر إعلامية عن لقاء جمع وزير خارجية الحكومة الصحراوية، محمد سالم ولد السالك، برئيس موريتانيا وزعماء عدد من الأحزاب في موريتانيا، وبالمقابل يتوقع أن توفد الحكومة الموريتانية ممثلين عنها لحضور مؤتمر الجبهة المرتقب بين 19 و23 ديسمبر الجاري بالأراضي الصحراوية المحررة. هذا الموقف يبدو أنه لم يعجب السلطات المغربية التي وصفت العلاقات المغربية الموريتانية بالمتقلبة جدا، لأن نواكشوط، وفق وجهة النظر المغربية، لا تريد أن تبدي موقفًا ثابتًا من قضية الصحراء، التي تعتبر مسالة حياة أو موت بالنسبة لنظام المخزن. السلطات المغربية تنتظر من السلطات الموريتانية أن تقف إلى جانب الطرح المغربي بشأن حل قضية الصحراء الغربية، غير أن نواكشوط، أبانت في أكثر من مناسبة أنها لها موقفها الخاص، مبني على معطيات لا تخدم بالضرورة الطرح المغربي، بل إن موقفها لم يعدم يريح نظام المخزن إطلاقا، بدليل وصول العلاقات الثنائية في بعض مراحلها إلى غياب سفراء عن العاصمتين. وتعتبر المغرب هذا الموقف الموريتاني من القضية الصحراوية، خيانة لما تعتبره الترابط الشعبي والثقافي بين البلدين، وقد عبر عن هذا حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب بوصف استضافة حزب موريتاني لقيادي في الحكومة الصحراوية، ب”الخاطئة” ودعاه إلى تصحيح موقفه، في تصريح غابت عنه اللباقة واستقلالية القرار. وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين الجارتين في الآونة الأخيرة بعض الشيء، حيث زار المتحدث باسم الحكومة المغربية، حسن عبيابة، نواكشوط في نوفمبر الماضي، وعقد لقاءات مع وزراء موريتانيين، إلا أن الزيارات الأخيرة لمسؤولين صحراويين إلى موريتانيا، واستقبالهم من قبل مسؤولين كبار في الحكومة المحلية ومن الأحزاب أيضا، أعاد العلاقات إلى سابق عهدها المتوتر. يشار إلى أن وزير خارجية الصحراء الغربية، التقى مع الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، إضافة إلى زعماء أحزاب موريتانية، بينها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع حزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي بالمغرب.