أبلغت السلطات الأمنية الموريتانية مدير مكتب وكالة الأنباء المغربية في نواكشوط، حفيظ البقالي، أنه “شخص غير مرغوب فيه وعليه مغادرة البلاد في ظرف 24 ساعة”، بسبب ما اعتبرته تجنيد السلطات المغربية لوكالة الأنباء المغربية الرسمية ضد التقارب الجزائري - الموريتاني الأخير. نقل، أمس، الموقع الموريتاني “السراج الإخباري”، عن مصادرها، أن السلطات الأمنية طلبت من مدير مكتب وكالة الأنباء المغربية بنواكشط الرحيل بعد خضوعه الأيام القليلة الماضية إلى رقابة أمنية مشددة بعد الاشتباه في علاقات ربطها ببعض الصحفيين الموريتانيين منذ أسابيع. واتهمت ذات المصادر الأمنية حكومة الرباط ضمنيا بتجنيد صحفييها لتسميم العلاقات بينها وبين الجزائر بعد التقارب الأخير بين البلدين وزيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للجزائر بعد أكثر من ثلاث سنوات.وتستند نواكشوط في اتهاماتها للمغرب الى أن حفيظ البقالي يعمل في وسيلة إعلامية حكومية تعتبر لسان حال نظام المخزن. وقالت بعض مصادر “السراج” إن استهداف البقالي وهو صحفي بالوكالة الرسمية المغربية يدخل ضمن الأزمة المتفاقمة بين البلدين، حيث لاتزال موريتانيا ناقمة على المملكة المغربية بسبب المنافسة المغربية لها في مجلس الأمن قبل أشهر. وأضافت ذات المصادر أن نواكشوط تعتبر علاقاتها مع المغرب غير إيجابية خلال الفترة الماضية، ما يهدد بتصعيد الموقف بعد تشديد لهجتها حيالها. وحسب ملاحظين فإن نظام المخزن متخوف أن يؤثر التقارب بين الجزائر وموريتانيا على ملامح التقارب التي بدأت بين الجزائر والمغرب بعد لقاء وزيري خارجية البلدين بالمغرب على هامش منتدى التعاون العربي التركي الأسابيع الأخيرة وأكدا فيه على عقد اجتماع عاجل لإعادة بناء الاتحاد المغاربي، خاصة وأن العاهل المغربي أكد في أكثر من مرة على رغبة بلاده في إعادة فتح الحدود بين البلدين. وحسب المتتبعين، ترى الرباط في زيارة الرئيس الموريتاني تقاربا بين البلدين، سيما وأنهما اتفقتا على الالتزام بدعم “مساعي الأممالمتحدة في سبيل بلورة حل عادل لقضية الصحراء الغربية ودائم يرضي جميع الأطراف المعنية” مع التأكيد على تفعيل مؤسسات وهياكل “اتحاد المغرب العربي” لتكريس مفهوم التكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي.