رغم التدابير الاحترازية التي باشرتها مختلف السلطات المحلية عبر الولايات الحدودية الشرقية للحد ارتفاع وتيرة التهريب سيما مادة الوقود، إلا أن الكميات المحجوزة تنذر بالخطر، خصوصا عقب تردي الأوضاع الأمنية بدول الجوار. وعرف الشريط الحدودي الشرقي والغربي على حد سواء حركة نشطة من طرف شبكات تهريب الوقود، التي تسعى لتهريب هذه المادة ومواد أخرى نحو الدول المجاورة على غرار تونس والمغرب، وهو ما كشفت عنه الحصيلة اليومية لمصالح الدرك الوطني لهذه الفترة، حيث تم خلال يوم واحد أثناء قيام حرس الحدود للدرك الوطني لولاية تبسة أثناء قيامهم بدوريات باكتشاف وحجز 94 صفيحة تحتوي على 2820 لتر من الوقود تخلى عنها المهربون على الشريط الحدودي. وتعكس هذه الأرقام النمو المتزايد لنشاط تهريب الوقود الجزائري الذي تفاقم تفاقمت بشكل رهيب بالحدود الشرقيةالجزائرية خاصة على مستوى منطقة وادي سوف، تبسة، الطارف، ازدادت معها شبكات المافيا التي استغلت الأوضاع الأمنية المتردية بدول الجوار لتفعيل نشاطها غير المشروع، بالتركيز أساسا على تهريب المواد الطاقوية وتمريرها عبر منافذ اتسع مجالها أكثر في الفترة الأخيرة، وترتب عنها ازدياد الطلب على المازوت الذي يعمد المهربون إلى تخزينه لضمان تأمينه عند الحاجة وهو ما سبب ارتفاعا مذهلا في سعره بلغ ثلاثة أضعاف بوصوله في السوق السوداء إلى 50 دج للتر الواحد بعدما كان لا يتجاوز 15 دج فقط. من جهتها كشفت مصادر مسؤولة موثوقة ل " الجزائرالجديدة "، أن ارتفاع سعر المازوت صنعته عصابات متواطئة مع عدد من محطات الوقود باعتبار أن اغلب المتورطين فيها يقتنونها لتسهيل عملية اختراق الحواجز المحتملة لعناصر الدرك في حالة محاولة توقيفهم، متجنبين بذلك السيارات التي تعرف بالمقاتلة نتيجة اشتباه الأمن بها وارتباط اسمها بجملة عمليات التهريب المسجلة بالمناطق الوعرة. ص.م