ويُعاني السكان الأمرّين للوصول إلى المستوصف المتواجد على مستوى البلدية، والذي بدوره يُعاني من نقائص بالجملة. كما أبدى السكان امتعاضهم من غياب أدنى ضروريات العلاج من أدوية وضمادات، في حالة حدوث بعض الحالات التي تستدعي التدخل العاجل، مما يعرّض حالة المريض للخطورة نتيجة لبعد قاعات العلاج وصعوبة الوصول إليها. وفي السياق ذاته، أكد أحد السكان أن الفئة الأكثر تضررا من غياب قاعات اللعلاج هم النساء، خاصة الحوامل منهنّ، إذ يجدن صعوبة كبيرة في التنقل إلى بلدية بني عمران لإجراء الفحوصات وتلقي العلاج اللازم. كما أكد السكان الذين التقيناهم أنهم مازالوا يُعانون الأمرّين، نتيجة غياب محطة مهيأة لنقل المسافرين، حيث يُكابد المسافرون مرارة التنقل إلى بني عمران أو إلى البلديات المجاورة، أين تعرف القرية نقصا فادحا في وسائل النقل، إذ يضطرون للانتظار أحيانا لمدة تفوق 45 دقيقة، لتمر حافلة مكتظة عن آخرها، وذلك دون مراعاة شروط سلامة المسافرين. كما تعد فئة العمال والطلبة الأكثر تضررا من غياب وسائل النقل، حيث يضطر أغلبهم إلى قطع المسافة مشيا على الأقدام. ومن جهتهم تساءل السكان عن التأخر الحاصل في إدراج مشروع مؤسسات تربوية للتخفيف من معاناة التلاميذ الذين يتجرّعون مرارة التنقل إلى المؤسسات التربوية على مستوى بلدية بني عمران، سواء تلاميذ المتوسطة أو الثانويين الذين يُعانون الأمرّين، خاصة في الثلاثي الأول من الموسم الدراسي الذي يعتبر موسم البرودة والأمطار، التي تؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي جراء غياب التدفئة والمطاعم المدرسية. وفي سياق آخر، استنكر السكان التذبذب الكبير الحاصل في توزيع المياه الصالحة للشرب المقدمة عبر الشبكات المنزلية، حيث تعرف القرية تذبذبا في توزيع المياه، دون تحديد أيام وأوقات معينة لذلك، وما أثار استيائهم هو توزيع المياه أحيانا في ساعات متأخرة من الليل، كما أن انعدام المياه لمدة تفوق الأسبوع تضطرهم للبحث عن جلب المياه بشتى السبل وبشق الأنفس، سواء من عند فلاحي المنطقة الذين يملكون آبارا أو بشراء صهاريج المياه بأسعار باهظة تصل أحيانا إلى 800 دينار للصهريج الواحد. معاناة السكان لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدتها إلى غياب مادة حيوية وهي الغاز الطبيعي، الذي لم يعرفه السكان منذ مدة طويلة، حيث يستعينون بقارورات البوتان لقضاء حوائجهم رغم ارتفاع سعرها الذي يصل في بعض الأحيان إلى 350 دينار والمضاربة الحاصلة في هذه المادة الحيوية. هذا بالنسبة للعائلات متوسطة الدخل أما العائلات محدودة الدخل فتلجأ إلى الطرق التقليدية في التدفئة والطهي باستعمال الحطب الذي يتحصلون عليه بشق الأنفس ومن الغابات والأحراش المحيطة بالقرية. ومن جهة أخرى، يشتكي السكان من عدم تهيئة مسالك القرية التي تعتبر مطبات ومسالك ترابية يصعب التنقل عبرها، كونها ممتلئة بالحفر والمياه الراكدة في فصل الشتاء، وبالغبار الكثيف في فصل الصيف، مما يتسبب في أمراض الحساسية للسكان، كما أبدو استياءهم من غياب الإنارة العمومية بالقرية، مما يعرّض السكان للاعتداءات والجرائم خاصة السرقة، منها السيارات المتوقفة بالقرية أو البيوت التي يتركها أصحابها لليلة واحدة فيجدونها خاوية على عروشها. ونتيجة لكل هذه النقائص التي تشهدها قرية "بن خليفة" ببني عمران جنوب شرق بومرداس، يُطالب السكان السلطات المحلية باتخاذ التدابير اللازمة لاحتواء الوضع الكارثي، مطالبين في نفس الوقت بتوفير الأمن لسكان القرية..
وتلاميذ قرية "واد جنان" يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام
من جهتهم يشتكى تلاميذ قرية "واد جنان" المتواجدة بذات البلدية، من انعدام النقل المدرسي، مما يدفعهم إلى المشي مسافة طويلة جدا للوصول إلى مدارسهم. وفي هذا الغرض، أكد أولياء التلاميذ أن معظمهم يجدون أنفسهم مضطرين لمرافقة أبنائهم خشية وقوع مكروه لأبنائهم، وأمام هذا الوضع يُناشد محدثونا السلطات فك هذا المشكل الذي بات هاجسا لهم. كما تُعاني معظم مداشر وأحياء القرية تدهورا كبيرا في طرقها ومسالكها الترابية، التي يصعب السير عليها، مما يفرض على سكانها عزلة خانقة، تعيق تحركاتهم لاقتناء أغراضهم المعيشية من مقر البلدية أو من المناطق المجاورة الأخرى. كما يُعاني السكان من نقص ماء الشروب في عز الشتاء، والغاز الطبيعي بالنسبة لبعض الأحياء التابعة للبلدية مثل حي "توزالين"، وكذا انعدام التهيئة الخارجية، وهي كلها - حسب محدثينا - ضرورية من أجل تثبيت مبدأ الاستقرار الذي ترمي إليه الدولة.