شجبت نقابات بقطاع التربية منع مسيرة أساتذة التعليم الابتدائي، أمس بالعاصمة، باستعمال القوة العمومية، واستنكرت تعنيف الأساتذة الذين نزلوا إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية والمهنية، داعية إلى للتكفل بمطالبهم. عقب مسيرة ال 17 فيفري، التي عرفت تدخل قوات مكافحة الشغب لمنع المسيرة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي وتسجيل حالات إغماءات في صفوف الأساتذة، سارعت نقابات التربية لإصدار بيانات منددة بتواصل التعسفات ضد الأساتذة المضربين الذين انتفضوا من أجل تحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية والرقي بالمدرسة الجزائرية و تحقيق جودة التعليم . و قد أصدر مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية “الكلا” بيانا يحمل إمضاء الأمين العام للنقابة ، أكد أن النقابة تتابع نضالات أساتذة التعليم الإبتدائي عن كثب و تنامي الظلم الممارس عليهم ، ابتداء من الاقتطاعات من الراتب الشهري و غلق الأبواب من طرف بعض مدراء المدارس الابتدائية في وجههم و الضغط عليهم بكل الوسائل و الطرق، في الوقت الذي كنا نظن أن زمن الممارسات التعسفية و القمعية انتهت بعد 22 فبراير 2019 ” . و أعلنت نقابة ” الكلا ” تضامنها مع الأساتذة منذ البداية و حمّلت الوزارة الوصية مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع ، مستنكرة “بشدة لجوء القوات العمومية لأساليب التعنيف غير المبرر ” . وحمّلت النقابة الوزارة الوصية والحكومة مسؤولية ما حدث وأبدت استعدادها لمساندة نضالات أساتذة التعليم الابتدائي بكل الوسائل والطرق التي يكفلها القانون، مشددة على ضرورة فتح حوار جاد و مسؤول من طرف وزارة التربية الوطنية مع أساتذة التعليم الابتدائي يفضي إلى الاستجابة للمطالب المشروعة . من جهته شجّب رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين ” اينباف ” صادق دزيري ما تعرض له أساتذة التعليم في مسيرة ” الكرامة ” . و جاء في بيان يحمل توقيعه انه ” في الوقت الذي كانت الأسرة التربوية تنتظر أن تدشن الجزائر الجديدة بالقطيعة مع أساليب الماضي المعية للحركات المطلبية و الانفتاح على الحريات النقابية و حق التظاهر السلمي ، ها هي تصاب بالذهول مرة أخرى أمام ما تعرض له أساتذة التعليم الابتدائي في مسيرتهم من تضييقات و اعتقالات و كل أشكال التعنيف التي طالتهم من طرف قوات الأمن ، لا لشيئ سوى لأنهم يستعدون لتنظيم مسيرة سلمية بالجزائر العاصمة لإبلاغ معاناتهم المهنية و الإجتماعية للسلطات العمومية و الرأي العام الوطني ” . و أضافت دزيري أن نقابة ” اينباف ” تتابع بكل أسف و حصرة ما يحدث لأساتذة الطور الإبتدائي من ممارسات كان يظنها الجميع من الماضي ، و عبر عن استنكار النقابة و تنديدها لما حصل أول أمس في مسيرة الأساتذة ، داعيا السلطات العليا في البلاد إلى التدخل العاجل للتكفل بملفات و مطالب الأسرة التربوية وفي مقدمتها حماية الحريات النقابية و الحق في الإضراب و التظاهر السلمي، و دعا جميع الأطوار و الأسلاك التي تنتمي إلى النقابة إلى التجند لإنجاح الوقفة الاحتجاجية التي تمّ إقرارها يوم 26 فيفري الجاري و كل الحركات التصعيدية المقبلة لإفتكاك ملفات موظفي قطاع التربية و مطالبهم المشروعة . من جهته قال عضو تنسيقية أساتذة التعليم الإبتدائي لشرق العاصمة عبد الباقي معريش ، في اتصال مع “الجزائر الجديدة”، أن “التنسيقية كرد مستعجل و أولي على الإعتداءات والإهانات التي طالت الأساتذة في مسيرتهم دعت أساتذة الأطوار الثلاث و كل موظفي قطاع التربية إلى وقفات احتجاجية رمزية داخل المدارس وعبر التراب الوطني صباح اليوم الأربعاء لعشر دقائق فقط وحمل لافتات تشجب القمع والعنف الذي لااه الأساتذة ، تعبيرا عن تضامنهم و استنكارهم، كما دعت في المقابل إلى فتح النقاش والحوار بين الأساتذة لدراسة الآليات المناسبة للردّ على التجاوزات الخطيرة” . وقال معريش ، إن “الخيارات تبقى مفتوحة بخصوص الدخول في الإضراب مفتوح أو مقاطعة اختبارات الفصل الثاني بتعبئة جدُ قوية و كذا مقاطعة حراسة الامتحانات الرسمية و مقاطعة المهام غير البيداغوجية الملقاة على عاتق الأستاذ” . وأشار عضو التنسيقية إلى أن الأساتذة لا ينتظرون افتكاك مطالبهم كاملة غير منقوصة من الحكومة في الوقت الراهن، موضحا أن ” هناك مطالب تستدعي حلولا استعجالية واستجابة فورية ولا تراجع عنها وأخرى تتجاوز وزارة التربية و تحتاج إلى رزنامة واضحة و محددة من الحكومة بخصوص آليات تنفيذها مستقبلا ” .