تُعد هذه المشكلة هاجسا يؤرّق التلاميذ القاطنين بحي "الهجوم"، الذي يبعد عن البلدية بعدة كيلومترات، حيث أصبحت حياة المئات من التلاميذ المتمدرسين في مختلف الأطوار، لا سيما منهم تلاميذ الطور الإكمالي والثانوي مليئة بالمغامرات التي في غالب الأحيان تؤدي إلى حدوث حوادث خطيرة. وتزداد المشكلة كون الحي مفصول بكثبان رملية عن باقي أحياء المدينة، مما يزيد من مخاوف الاعتداءات على التلاميذ من طرف الغرباء، ودفعت الظاهرة إلى تسرب عدد كبير من التلاميذ المتمدرسين في المدارس النائية، خاصة فئة الإناث. وتأتي المشكلة في وقت تعجز فيه البلدية عن توفير النقل المدرسي لعدم وجود الوسائل الخاصة بها على عكس البلديات الأخرى التي توجد بها مناطق نائية. ونتيجة لهذا الوضع، يرفض الأولياء بالحي السماح لأبنائهم استمرار تمدرسهم، خاصة فئة البنات، بحجة عدم وجود النقل وبالتالي حرمان عدد كبير من إكمال المراحل التعليمية فيكتفون بالابتدائي. ويقطع التلاميذ يوميا عددا كبيرا من الكيلومترات مشيا على الأقدام في الأحياء والقرى التابعة للبلدية، خاصة بالنسبة للدارسين في المرحلة الثانوية، نظرا لبعد المسافة بين أحيائهم والثانويات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس، ولمسافة طويلة، جعل التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك الشديد، الأمر الذي أفقدهم القدرة على الاستيعاب الجيد للدروس وعرقل سير تحصيلهم العلمي. ولعل ما زاد من استياء الأولياء، أن البلدية لا تتوفر إلا على عدد قليل من حافلات النقل المدرسي التي لا يمكن لها مطلقا تلبية حاجيات أبنائها، حيث لم يستفد غالبية تلاميذ البلدية من خدماتها، وذلك أمام عجز ميزانية البلدية عن التكفل بالنقل المدرسي، وهو المشكل الذي طالما أثار امتعاض الأولياء والتلاميذ على حد سواء. ويُطالب أولياء التلاميذ بالأحياء المذكورة من السلطات المحلية توفير حافلات على الأقل لنقل أبنائهم لتجنيبهم مشقة الوصول في وقت متأخر إلى المدرسة، مما يجعلهم عرضة للطرد بسبب حالات التأخر الملاحظة في كل مرة، وهو أمر خارج عن إرادتهم، حتى يتمكّن أبناؤهم من مزاولة دراستهم في أحسن الظروف.