تشهد عدد من مناطق ولاية الوادي مشكلا يؤرق تلاميذ الأولياء، خاصة أن مختلف البلديات تحتوي على مداشر وقرى بعيدة، وتزداد المعاناة في البلديات التي يقطنها عدد كبير من المواطنين على غرار بلدية قمار التي يشتكي بها عدد من الأحياء الكبرى كأحياء الجبادي والغربية وباب الشرقي تعد هذه المشكلة هاجسا يؤرق التلاميذ القاطنين بحي الجبادي الجديد، على بعد ثلاث كيلومترات من مقر بلدية قمار، حيث أصبحت حياة المئات من التلاميذ المتمدرسين في مختلف الأطوار، لا سيما منهم تلاميذ الطور الإكمالي والثانوي الذين يدرسون في متوسطة خليفة بن حسن وثانوية عبد الكريم هالي ومتقن عبد القادر الياجوري· وتزداد المشكلة كون الحي مفصول بكثبان رملية عن باقي أحياء المدينة الشمالية، مما يزيد من مخاوف الاعتداءات على التلاميذ من طرف الغرباء· ودفعت الظاهرة إلى تسرب عدد كبير من التلاميذ المتمدرسين في المدارس النائية، خاصة فئة الإناث· وتأتي المشكلة في وقت تعجز فيه البلدية عن توفير النقل المدرسي لعدم وجود الوسائل الخاصة بها على عكس البلديات الأخرى التي توجد بها مناطق نائية· ونتيجة لهذا الوضع، يرفض الأولياء بالحي ممن اتصلنا السماح لأبنائهم استمرار تمدرسهم، خاصة فئة البنات، بحجة عدم وجود النقل وبالتالي حرمان عدد كبير من إكمال المراحل التعليمية فيكتفون بالمراحل الابتدائية· ويقطع التلاميذ يوميا عددا كبيرا من الكيلومترات مشيا على الأقدام في الأحياء بباب الشرقي والغربية، خاصة بالنسبة للدارسين في المرحلة الثانوية نظرا لبعد المسافة بين أحيائهم والثانويات· وتتكرر المشكلة بالنسبة للتلاميذ في الثانوية الجديدة التي بنيت بقرية غمرة بمكان بعيد عن مقرات سكن التلاميذ، خاصة من سكان الناحية الغربية بالقرية كمنطقة قرى الضبع والدميثة، واضطر بعض الأولياء إلى مرافقة أبنائهم يوميا رغم المشاغل الخاصة بهم للحفاظ على سلامة أبنائهم· وبالإضافة إلى ذلك، فإن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس، ولمسافة طويلة، جعل التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك الشديد، الأمر الذي أفقدهم القدرة على الاستيعاب الجيد للدروس وعرقل سير تحصيلهم العلمي· ولعل ما زاد من استياء الأولياء أن البلدية لا تتوفر إلا على عدد قليل من حافلات النقل المدرسي التي لا يمكن لها مطلقا تلبية حاجيات أبنائها، حيث لم يستفد غالبية تلاميذ البلدية من خدماتها، وذلك أمام عجز ميزانية البلدية عن التكفل بالنقل المدرسي، وهو المشكل الذي طالما أثار امتعاض الأولياء والتلاميذ على حد سواء· ويطالب أولياء التلاميذ بالأحياء المذكورة من السلطات المحلية توفير حافلات على الأقل لنقل أبنائهم لتجنيبهم مشقة الوصول في وقت متأخر إلى المدرسة، مما يجعلهم عرضة للطرد بسبب حالات التأخر الملاحظة في كل مرة، وهو أمر خارج عن إرادتهم، حتى يتمكّن أبناؤهم من مزاولة دراستهم في أحسن الظروف·