لا يزال غياب النقل المدرسي هاجسا يؤرق التلاميذ القاطنين بحي الفوازي المتواجد ببلدية براقي، حيث أصبحت حياة المئات من التلاميذ المتمدرسين في مختلف الأطوار، لا سيما منهم تلاميذ الطور الإكمالي الذين يدرسون في متوسطة "اليرموك"، عرضة للخطر، كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقادم من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة في ظل غياب وسائل النقل المدرسي، وفي هذا الصدد أكد العديد من أولياء التلاميذ للجزائر الجديدة أن أبنائهم مجبرين على قطع مسافة تزيد عن الكيلومتر مشيا بشكل يومي صباحا ومساءا للإلتحاق بمدراسهم، إذ يجتازون الطريق الرئيسية، فضلا عن اجتياز بعض المسالك الجد وعرة، لا يمكن للتلاميذ الصغار المتمدرسين بالسنة الأولى ابتدائي والذين لا يتجاوز سنهم 7 سنوات اجتيازها، الأمر الذي اضطر أغلب الأولياء إلى مرافقة أبنائهم الصغار إلى مدارسهم، وبالإضافة إلى ذلك فإن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس ولمسافة طويلة جعلت التلاميذ عرضة للتعب والإنهاك الشديد، الأمر الذي أفقدهم القدرة على الإستيعاب الجيد للدروس وعرقل سير تحصيلهم العلمي، ولعل ما زاد من استياء الأولياء، أن البلدية لا تتوفر إلا على عدد قليل من حافلات النقل المدرسي لا يمكن له مطلقا تلبية حاجيات أبنائها، حيث لم يستفد غالبية تلاميذ البلدية من خدماتها، وذلك أمام عجز ميزانية البلدية عن التكفل بالنقل المدرسي، وهو المشكل الذي طالما اثار امتعاض الأولياء والتلاميذ على حد سواء. ومن هذا المنطلق، يطالب اولياء تلاميذ حي الفوازي من السلطات المحلية، توفير حافلتين على الأقل لنقل أبنائهم لتجنبهم مشقة الوصول في وقت متأخر إلى المدرسة، مما يجعلهم عرضة للطرد بسبب حالات التأخر الملاحظة في كل مرة، وهو أمر خارج عن إرادتهم، حتى يتمكن أبنائهم من مزاولة دراستهم في أحسن الظروف؟