نظمت المكتبة الوطنية، ندوة بعنوان "سياقات القراءة وإشكالياتها" لمدة يومين كاملين، والتي تندرج ضمن فعاليات الملتقى الوطني لنوادي وفعاليات القراءة تحت شعار "القراءة في مواجهة الاكراهات". ندوة حضرها عدد من المهتمين بأمور الكتاب والقرائية رغم قلتهم ولعل مرد ذلك لجائحة كورونا ومنعكساتها التي لا تزال تفرضها عل الكثير. خليل عدة جاء اليوم الأول من التظاهرة في جلستين ترأس أولى جلساتها الكاتب والشاعر عاشور فني وقدم خلالها كمال قرور وهو كاتب وناشر من سطيف مداخلة محوصلة حول مشروعه المنجز "الدليل الوطني للقراءة مشروع مائة كتاب في الثقافة الجزائرية والعربية والانسانية". قال قرور في تدخله، بأنه بادر باقتراح الدليل الوطني للقراءة ودعا لاثرائه رغم الظروف المثبطة للرد على كل الادعاءات التي ترثي حال القراءة، دون أن تبادر بما تستطيع. وقد جاء العمل إيمانا منه بأن المشكل يكمن في غياب مبادرات جادة تهتم بالقراءة ينخرط فيها المجتمع برمته على ضوء إستراتيجية وطنية واضحة المعالم. أعد وأنجز الكتاب أو الدليل كل من اليامين بن تومي، نوارة لحرش، ناصر معماش والخير شوار بالاضافة الى كمال قرور. ترتكز فكة الدليل –حسب قرور- على انتقاء مائة كتاب (100) في الثقافة الجزائرية والعربية والانسانية، الآداب والفنون، العلوم الاجتماعية، العلوم الطبيعية، والسير والاعلام. ليكون مدونة شاملة يستفيذ منها القراء من فئة الناشئة مباشرة ودون كدّ لتذوق الكتب الجادة من الابتدائي إل الثانوي، من سن السادسة إلى 17 سنة. وقال بان النجاح في المرحلة الاولى أي الابتدائي في تحفيز الناشئة لقراءة القصص الخيالية المبسطة والاشعار العذبة، ستكون المرحلة الموالية أسهل، لأن الكتب المختارة للطلبة في المتوسط والثانوي لاقتراحها للقراءة طيلة السنوات السبع، سيكون أكبر واطول مشروع مطالعة مستمر في مرحلة عمرية مهمة وحساسة، فإضافة غلى كونها تمثل زادا معرفيا ورصيدا ثقافيا هائلا لا يستهان به، تشكل قاعدة ثقافية لجيل بأكمله، وهذا ما دفعه -يؤكد قرور- أكثر لتجسيد الفكرة في الواقع. ويسعى قرور حسب طرحه إذا ما تظافرت طموحات وإرادات الجميع ليتوج هذا المشروع القرائي الواعد بترسيم مادة الثقافة العامة في البكالوريا، وتكون إجبارية على كل الشعب العلمية والادبية والرياضية والاقتصادية، لان الثقافة هي جامع إذا تشعبت سبل التخصصات. دليل القراءة إنجاز مهم تطلب مشروع إنجاز دليل القراءة الوطني استشارة رواد الفايسبوك لاختيار 100 شخصية ثقافية وإعلامية وكتاب ومكتبيين وناشرين ومهتمين بعالم القراءة، وقد كان التواصل مباشرة مع بعض هذه الشخصيات، ثم تم اختيار شخصيات اخرى حسب عطائها الفكري وحضورها الايجابي في المشهد الثقافي، واقترحت كل شخصية خمس كتب تراها جديرة بالقراءة في هذه المرحلة، وجاء بعدها تصنيف الكتب حسب تكرارها في السبر، مع مراعاة سن وعقول الفئة المستهدفة، وكانت ثمرة هذا المجهود هذه المدونة القرائية المقترحة. عن الكتابة والقراءة ومن جهته قدم أحمد تيسا وهو كاتب وبيداغوجي من تيزي وزو مداخلة عنوانها "القراءة :المتعة والكتابة الإبداعية في خدمة الترقية الثقافية"، بينما قدم الناقد والباحث الجامعي محمد داود ورقة حول "فضاءات القراءة الأدبية". أما الجلسة الثانية المسائية التي ترأستها نعيمة حاج عبد الرحمان، قدمت خلالها عدة محاضرات، حبيب مؤنسي تحدث عن "فلسفة القراءة وإشكالية المعنى"، عاشور فني قدم مداخلة بعنوان القراءة باعتبارها أفق للكتابة" وقدم أفكارا حول المنظور التسويقي في مجال صناعة الكتاب شكلا ومضمونا وتسويقه، ودعا إلى إحترام إرادة القارئ، فالكتاب هو منتوج كغيره، وليس الكاتب صاحب رسالة بقدر ما هو يعرض افكارا، فدراسة السوق هو ما يحدد العناوين والمواضيع، وأكد بأن مطالب القراء تتجاوز كثيرا المعروض، وما يطلوبونه وما ينتظرونه فعليا من عناوين وكتب يعجز عن تأليفها المؤلف المحلي، ففضاءةالإستهلاك اوسع من فضاء النشر. عاد بعدها عاشور فني إلى زمن سيطرة القطاع العام على الكتاب، والنظرة الدونية التي كان ينظر إليها للقارئ. وكانت الكتب المتداولة، هي دينية غير فكرية، وفي الأدب، الرواية البوليسية و كتب الرعب، أما الروايات التي تطرح أفكارا وتبدي رؤى فلم تكن متوفرة. واكد أن الإحتياجات الثقافية تغيرت مع الزمن، فكل من المسؤول و البيروقراطي هم خارج اللعبة، أما الكثير من الكتب التي أنجزت ونشرت خلال تظاهرات بعينها، سنة الجزائر بفرنسا 2003 والمهرجانات اللاحقة عاصمة الثقافة العربية2007، فعرفت بروز ناشرين ينشرون كتبا لا علاقة لها بالسوق وا يريده سيادة القارئ. وأوضح فني أن لا وجود لدراسة للسوقةبتاتا، و أشار فني في الأخير إلى سبر أراء تم إجراؤه من قبل إحدى المؤسسات "سينيال كونساي" حول القراءة والمقروئية،ابرز ان ثمانين من نوادي القراء من عدة ولايات عبر الوطن أوضحت أن 51بالمائة يطلبون كتبا لمؤلفين أجانب.