تعرض المنتج الإذاعي والكاتب بوزفور منصف إلى الفصل من العمل بالإذاعة الثقافية بعد مسيرة طويلة من العطاء دامت ستة عشر سنة وتكللت بمجموعة تفوق الأربعة والعشرين برنامجا إذاعيا لأسباب لا تزال مجهولة باعتبار أن بوزفور منصف معروف عنه أنه يحب مهنته كثيرا ويتفانى فيها ويقدم برامج ثقافية تفيد المستمع، وفي حديثه للجزائر الجديدة قال أن الصحفيين في الجزائر مهضومة حقوقهم ووضعهم في المؤسسات الإعلامية أشبه ما يكونون في سجن هم أصحابه الأول والأخير هو ثقافة البطون وليس ثقافة العقول وتطرق محدثنا إلى الاقصاء الذي يتعرض له الصحفيون وخاصة منهم صحفيو الاذاعة الثقافية والتهميش الذي لحق به، ويرى أن الاذاعة الوطنية ككل قررت الاستغناء عنه شهر جوان الماضي بعد مسيرة طويلة من الكفاح والتميز في انتاج البرامج دامت الستة عشر سنة (16) تحت لوائها و في خدمتها قدم خلالها أكثر من أربعة وعشرين برنامجا يتعدى الواحد منه الثلاثين حلقة تراوحت مواضيعها بين الثقافة والأدب، الدين السياسية والمجتمع ومن أهمها: برنامج سمياء الحضارات ، مدارات العالم الجديد، عين على الحق وعين على الخلق أيام تحسمها الأهلة، المشكاة، محلات أبو يزيد صاحب الحمار، الإنسان والموازنة، ولو رده إلى الرسول على وقع الدف، حديث المرقش، زاد المعاد، حديث الحكواتي، حواريات أبو عبد الله السالك، يوميات الشيخ رمضان، وآخر برنامج له هو "هموم مثقف " الذي يحوي خمسة وسبعين حلقة وعن سبب فصله من العمل في الاذاعة الثقا فية يقول بوزفور منصف أن السبب الظاهري في ذلك هو أن ميزانية الاذاعة الوطنية لا تكفي لتسديد رواتب الصحفيين ومن بينهم محدثنا، وكذلك للتوجه الجديد للإذاعة الثقافية بعد أن أوليت مهام تسييرها لمدير جديد. ويدعو المتحدث إلى ضرورة إعادة النظر في قرار الفصل التعسفي –حسبه- الذي تعر ض له مع مجموعة من رفقاء السرب من الصحفيين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الثقافية الجزائرية وفي نفس السياق يتوجه المنتج بدعوته لمدير الاذاعة الوطنية إلى ضرورة إعادة حقوقه المهضومة باعتباره كان يأخذ شبه راتب بالمقارنة مع رواتب زملائه من الصحفيين في الإذاعة ا لثقافية والإذاعة الوطنية عموما، وبالمقارنة من جهة أخرى بمستوى البرامج التي يقدمها –حسبه- والتي تتميز بالتنوع والثراء والمهتمة بالثقافة الحقة التي تفيد المستمعين وتمتعهم في آن. ومن جانب آخر اعتبر محدثنا نفسه ضحية من الضحايا الذين يخلقون موازنات ويتعرضون في آخر المطاف إلى الغربلة ليست التي تقوم على انتقاء الأجود والأصلح بل التي تجرى في غربال مجهول لأسباب مجهولة ولا تتماشى مع المقاييس التي وضعتها الاذاعة الوطنية قبل هذه العهدة. و في الإطار ذاته اعتبر بوزفور منصف قرار الفصل استباحة لكرامته التي ظل يبني فيها بجهد وكد ودون ملل أو كلل طيلة ستة عشر سنة في الإذاعة الثقافية وقطع لرزقه ورزق أولاده وعائلته من أجل سياسة إعلامية وثقافية غير معروفة، واستغرب عن عدم تنبهة لقرار الفصل وأسباب وحيثيات ذلك، وما إن كانت البرامج والأعمال التي يقدمهاغير نافعة أو لأنها لا تستجيب للمقاييس والمعايير الجديدة للمؤسسة وقد بعث بوزفور منصف بعد قرار الفصل برسالة إلى المدير العام للاذاعة الوطنية يقول فيها "هكذا وجدت نفسي بعد هذه السنين من العمل لم يعرف الانقطاع مرميا بي الى الشارع وكأن حقوقنا المعقودة مع وطننا الجزائر، وحقوق الجزائر مع مواطنيها هو مجرد كلام يقال وكأن العدالة هي مجرد تطبيق القوانين والتشريعات من غير وجه حق، فيستفيد العامل المداوم من خدمات العامل بالقطعة وإن كانت القوانين نفسها تعفيه من أن يتحصل على راتب من دون أن يقدم خدمات ربما يعود جزء كبير من العاهات التي تعاني منه مؤسساتنا من البيروقراطية وأمراضها، وربما يعود إلى القوانين نفسها التي لا تستطيع حماية الناس من المظالم، فالجور الذي يلحق بالعامل بالقطعة، بعد سنين طويلة يقضيها مثلي في الإنتاج ناجم عما يعتبرنه سياسة وتوجها ثقافيا جديدا فيرفض بعض الأساتذة عن أعمالهم ويرحب بالبعض الآخر و كأن الحقوق ليست هي نفسها الحقوق وأن الواجبات ليست هي نفسها الواجبات. وللإشارة فإن بوزفور منصف عضو في اتحاد الكتاب الجزائريين وجمعيه الجاحظية ولديه مجموعة من الكتب والمؤلفات مثل: أبو يزيد صاحب الحمار على وقع الدف، العولمة والنظم الحارسة ،هابيل وقابيل إضافة إلى مجموعة من الكتب تحت الطبع وأخرى ستصدر قريبا. صباح شنيب