ثمن المدير العام للإذاعة الجزائرية توفيق خلادي، أمس، مبادرة البث الحي باللغة الأمازيغية الذي تحتضنه إذاعة باتنة المحلية بالتعاون مع سبع إذاعات أخرى من مختلف ولايات الوطن تستعمل لهجات اللغة الأمازيغية في بث برامجها، بالإضافة إلى القناة الوطنية الثانية الناطقة باللغة الأمازيغية. واعتبر خلادي بأن المبادرة مهمة للحفاظ على التراث واللغة الأمازيغية باعتبار أن الإذاعة الوطنية مؤسسة كبيرة ووسيلة اعلامية ثقيلة تحظى بالاهتمام والمتابعة في أوساط المجتمع الجزائري، كما شدد المدير العام للإذاعة الجزائرية اليوم من باتنة على ضرورة ان تحرص الاذاعة بكامل قنواتها الوطنية ومحطاتها المحلية الى جانب ترقية اللغة الأمازيغية في برامجها على التفاعلية مع الجمهور وان تواصل تكريس العمل الجواري. وكان توفيق خلادي قد اعطى أمس اشارة انطلاق البث الاذاعي المشترك من مقر اذاعة الاوراس بباتنة بين عدد من الاذاعات الجهوية التي تستعمل اللغة الامازيغية في برامجها، ويتعلق الامر باذاعة خنشلة، أم البواقي، تيبازة، بجاية، ورڤلة، تمنراست وغرداية في اعداد البرامج الاذاعية الامازيغية التي انطلقت في تمام الساعة 10 سا صباحا على أن تستمرإلى الساعة الثانية بعد الزوال. اذاعة غرداية شاركت هي الأخرى مع الإذاعات المحلية الست في باتنة بمجموعة من البرامج والروبورتاجات الخاصة بالثقافة المزابيةكالتاريخ القديم والحديث للمنطقة وطرق العمران وتحدياته في غرداية بالاضافة الى القصور الاثرية فيها ومجموعة من عناصر التراث المعنوي كاقصص والشعار باللغة المزابية، ما اعتبره الصحفي عمر الشنيقمة من اذاعة غرداية بالفرصة التاريخية لكل الصحفيين العاملين في الاذاعات المحلية الناطقة باللعة الامازيغية من اجل الارتقاء فعليا ببرامج الامازيغية وطرق التواصل مع الجمهور المحلي الذي وبحسب الشنيقمة يتوق الى التحدث والاستماع الى لغته المحلية واستطلاع مرجعيتهم الثقافية والاجتماعية. دعوة لدراسة الأمازيغية كمرجعية اجتماعية وثقافية من بين أهم النشاطات التي برمجت بالتوازي مع البث المباشر ندوة فكرية، خاصة باللغة الأمازيغية والذي استهلها الدكتور محمد مرداسي بتناول واقع اللغة الامازيغية وعلاقتها بالمحيط الاجتماعي وتطرق الى الاسماء المستقاة من العلاقات الاجتماعية. وشدد الباحث في تاريخ اللغة الأمازيغية محمد مرداسي على ضرورة ان الوقت قد حان لاعادة احياء التراث الامازيغي بكل مكوناته من اجل التمكن من المحافظة على الهوية الجزائرية، مؤكدا على زخم الموروث الثقافي الذي تحمله اللهجات الامازيغية في كل المناطق وهو ما يمكن ان يساعد علماء الاجتماع والنفس في دراساتهم الخاصة للتعرف على معالم الشخصية الجزائرية التي لم تظهر بعد. وفي هذا الصدد، أكد مدير اذاعة باتنة المحلية بومعراف جمعي ان إذاعة باتنة ستبث مادة فنية إخبارية، ثقافية وتراثية منجزة من طرف عدة فرق من الصحفيين و المنشطين. وستمنح للمستمعين كما قال لحظات قوية يتقاسمونها منها قراءات شعرية وفترات موسيقية. كما برمجت على هامش هذا البث عدة نشاطات ثقافية بعاصمة الأوراس منها ندوة علمية حول ترقية الأمازيغية تعقد بدار الثقافة لولاية باتنة والمعرض الثقافي الكبير بالساحة الكبرى للمدينة، ليختتم اليوم بحفل فني ساهر بمسرح الهواء الطلق بكشيدة بحضور نجوم الأغنية الأوراسية. من جانبه، اوضح محمد شلوش مدير تنسيقية الاذاعات المحلية في تصريح لموقع الاذاعة الجزائرية ان البث يدخل في اطار تجسيد توصيات اطارت الاذاعة التي احتضنتها ولاية ختشلة الشهر المنصرم، والتي تهدف الى تفعيل الدور الجواري للاذاعات من خلال فتح ابواب الاذاعة للجمهور، مشيرا الى وجود 17 اذاعة محلية في الجزائر تستعمل اللغة الامازيغية خلال بثها للبرامج. وكان المشاركون في ندوة إطارات الإذاعة الجزائرية قد اكدوا على ضرورة ترقية اللغة الأمازيغية في مختلف الإذاعات الوطنية والمحلية، كما تم ادراج منصب جديد على مستوى مديرية الاذاعة الجزائرية للسهر على تجسيد هذه الاستراتيجية الخاصة باللغة الامازيغية من حيث انها لغة وطنية وعنصر من عناصرالهوية الوطنية. من جانبه، قال بن حمودة عبد الحكيم مدير اذاعة تمنراست المحلية إن ترقية استعمال اللغة الامازيغية، لا سيما اللهجة الترقية كان ولا يزال من اولويات المحطة الإذاعية التي تعمل على الرفع من نسبة البرامج الناطقة باللغة الترقية في شبكة البرامج التي يستقبلها اهالي الهقار، مؤكدا ان نسبة التفاعلية باللهجة الترقية مهمة وتاتي بالنتائج المرجوة لا سيما في ميدان التحسيس والتواصل الاجتماعي في المنطقة. بدوره، اكد جودات صادق مدير القناة الثانية الناطقة باللغة الامازيغية ان التنسيق بين الاذاعات الناطقة باللغة الامازيغية موجود من خلال تبادل البرامج، لا سيما التي تتعلق بابراز الموروث الثقافي لكل منطقة ولهجة على القناة الوطنية. كما تعمل هذه الأخيرة على إعادة بث عدد من برامجها في الإذاعات المحلية.